الحلف بغير الله تعالى: انتبهووووو
كأن يحلف بالأنبياء أو الملائكة أو الكعبة أو الأموات ... فى قد اعتبر الإسلام الحلف بغير الله تعالى شركا به سبحانه ؛ لما فيه من قدح لشهادة العبد بوحدانية الله تعالى فكيف يشهد العبد ان لا اله الا الله ويحلف بغير الله ؛ لان من مستلزمات هذه الشهادة ان لا يعظم غيره تعالى . كما اعتبر القران الحلف بغير الله تعالى ندا يتخذه الحالف لله تعالى وهذا الحالف يعلم حرمة ذلك . قال تعالى
( فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون )
قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الاية
الانداد : هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول : والله وحياتك يا فلانة ، وحياتي . وتقول : لولا كلبة هذا لاتانا اللصوص . وقول الرجل : ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل : لولا الله وفلان ، لا تجعل فيها فلان هذه كله به شرك
فهذه أمور أيها الأخوة والأخوات من الشرك خفية في الناس لا يكاد يفطن لها ولا يعرفها الا القليل ، فهي لخفائها في الناس لا يشعرون بها كدبيب وحركة النمل على صخرة ملساء في ليلة ظلماء ؛ ولذلك طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلم ان يدعو الله تعالى ويستعين به على تجنبه قائلا
( اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا تعلمه ونستغفرك لما لا نعلمة )
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر او أشرك ) الترمذي
وعن ابن عمر رضي الله عنه
( ان الله ينهاكم ان تحلفوا بابائكم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت )
وعن بريدة
( من حلف بالأمانة فليس منا )
وقال كعب : انكم تشركون في قول الرجل : كلا وابيك ، كلا والكعبة ، كلا وحياتك احلف بالله صادقا او لا تحلف بغيره . وقد أجمع العلماء على ان اليمين لا تكون الا بالله تعالى أو بصفاته كما أجمعوا على المنع من الحلف بغيره
أيها الإخوة والأخوات ان الحلف بغير الله تعالى مسالة خطرة ينبغي الحذر منها وتجنبها فقد ابتلي بها الكثير من الناس وكيف لا تكون خطرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك )
والله تعالى يقول
( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون )
يوسف 106
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى ان الحلف بغير الله شرك وقد امر الرسول صلى الله عيه وسلم من حلف بغير الله بتجديد إسلامه بان يقول : لا اله الا الله
وقال جمهور العلماء انه من الشرك الخفي كما نص على ذلك ابن عباس رضي الله عنه
أيها الإخوة الأخوات ان الحلف بغير الله تعالى جرى على السنة الكثير من الناس جريان شهيقهم وزفيرهم ، وتدرج تعظيمه في قلوبهم حتى أصبح بعضهم لا يصدقك لو حلفت له بالله تعالى ولا يثق بيمينك كما لو حلفت له برحمة الوالدين في التراب او عرضهما أو شرفهما او الطلاق الذي يكثر منه التجار الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم دعاهم
( يامعشر التجار انتم الفجار إلا من اتقى الله )
فمن يصدق ان التاجر الذي ينفق سعلته بالحلف بغير الله تعالى انه يتقي الله ؟
ومن الناس من يجرؤ ان يحلف بالله تعالى صادقا او كاذبا ولا يجرؤ ان يحلف بغير الله الا صادقا كما لو طلبت من احدهم ان يحلف بتربة أبيه او شيخه في قبره او حياته لما اقدم على ذلك الا صادقا . فمثل هؤلاء ، الا يكون المحلوف به عندهم أخوف واجل وأعظم من الله تعالى ؟. اليس هذا من الشرك الأكبر ؟ بلى . حدث ان بعض المسلمين زار اخاه ولما استأذنه بالخروج حلف له ان يجلس قائلا منشان الله فلم يستجب له ، كرر عليه منشان الرسول فلم يستجب له ، قال له : منشان الشيخ ياسين ، فجلس قائلا له : حلفتني بالشيخ ياسين وجلس
وهذا أيها الإخوة والأخوات ما يسمى بجَهد اليمين الذي لا يشرع الا بالله قال تعالى ( واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت )
فمن حلف بشيخه او برحمة ابيه او قبلته او بوجهه وشاربه وأولاده ، فليتدارك ذلك وليدرك نفسه قبل ان تحرقه النار ، ولا كفارة له الا بإعلان التوحيد والاستغفار .فراقبوا ألسنتكم أيها الإخوة والأخوات واعلموا ان التسجيل والحساب على ما تلفظون من قول
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
اللهم ارزقنا الصدق في السر والعلانية