كان هناك ثلاثة قلوب في غرفة العمليات نبضات كل منهم سريعة
كانوا تحت الرعاية المركزة حتى يستطيعوا اكمال الحياة ، دخل الطبيب كعادته ليكشف على حالة المرضى ليرى إن كان منهم من تحسن حالته ومن لم يتحسن
فذهب إلى القلب الاول فإذا هو فد أصبح معتدل النبضات ، كان قلبا حيا
يملؤه النشاط ، شعر الطبيب أن هذا القلب حالته جيدة فكانت الاعراض كالتالي
*أنه إذا ذكر الله خشع قلبه ولانت جوارحه
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمان وعلى ربهم يتوكلون 2
الانفال
*يتعظ من كل شئ يحدث حوله
*يستطيع أن يفهم الرسائل الربانية التي يرسلها الله لنا
*طيب لسانه وجميل كلامه
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا )
*عينيه دامعة من خشية الله وشوقها للقائه
و الحقيقة البكاء على أنواع كما صنفه العلماء
1-بكاء رحمة ورأفة
2-بكاء الخوف و الخشية
3-بكاء المحبة والشوق
4-بكاء السرور و الفرح
5-بكاء الجزع وعدم الاحتمال
6-بكاء الحزن
7- بكاء الخور و الضعف
8- بكاء النفاق و هو ان تدمع والقلب قاسيا
9-البكاء المستعار و المستأجر
10-بكاء الموافقة وهو ان يبكي الانسان لبكاء الناس دون معرفة سبب البكاء
همه الاول لقاء الله و موعده الذي ينتظر هو يوم القيامة
لا يخاف أحدا إلا الله
قال الله
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل
انتهى الطبيب من فحصه و وجد نتيجة فحصه أن هذا القلب خال من الامراض سليم
مستعد للقاء الله و حسابه
بل لديه شوق للقاء الرسول حتى يشرب من يديه الشريفتين هو يتبع السنة
بعدها انتقل الطبيب للقلب الآخر فوجده ذا نبض بطئ قاسيا
يشعر الطبيب انخفاض معدل النبض كثيرا ، لكنه لم يمر ثواني حتى مات هذا القلب
تفاجئ الطبيب و فزع و حاول ان يستخدم كل الطرق لكي يستعيد هذا القلب نبضه وحياته
فاستخدم الصدمات الايمانية مرة بعد مرة لعل النبض يعود و يحيا هذا القلب
كان الطبيب يتمتم قائلا فعلا صدق حذيفة المرعشي حين قال
"ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه "
انتبه الطبيب وقتها إلى هذا القلب كان حوله غشاء من الذنوب والخطايا بل الكبائر
يجب استئصالها ومما زاد الامر سوءا أن الحواس معطلة فكان لا يسمع آية و لا يرى دلائل الحق
ولا يتكلم بما يرضي الله و رسوله
أحس الطبيب و كأن قول الله تعالى يتلى عليه
قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم و أبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون
لقد احتلت الدنيا هذا القلب و آثر حبها على كل شئ
فرح بالمعصية بل وجاهر بها وربما ستره الله يوما فيأتي هو لكي يذيع الامر
لا يحزن على ما فاته من عمل صالح يرضاه الله
جعل قلبه فريسة سهلة للشيطان
يبكي ذليلا لغير الله و يخاف غير الله
فقال الشاعر عنه
قلوب بذكر الله تزداد قسوة ******فلا الوعظ يجدي لا العُتب ينفع
أسوق لها طيب الكلام لعلها *****تلين فلا تصغي ولاتتخشع
إذا قلت هذا مدرج القوم فارتقي****يقول الهوى حدثت من لم يسمع
وإذا هوت يوما إلى الناس شهوة ****تراها إلى ما يغضب الرب تسرع
أسرع الطبيب عندئذ و سأل الممرضات حوله عن ما الذي أوصل هذا القلب إلى
هذه الحالة السيئة فردوا عليه كان كثير النوم وكثير الكلام وكثير الذنوب وكثير الاكل
رأيت الذنوب تميت القلوب ****ويورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ****وخير لنفسك عصيانها
حزن الطبيب لما وجده في هذا القلب وكيف كان مصرفا على نفسه
ناسيا لقاء ربه ,غافلا و ساهيا مع الدنيا كأنه لا يعرف أنها دار اختبار
ظل الطبيب مصرا ان يساعده فظل يعطيه جرعات من الدواء وظل يتلو عليه القرآن
حتى يحيي الله هذا القلب
ظل يكرر ويكرر حتى أفاق هذا القلب ورجع إلى الحياة
لكنه لم يداوى بعد فهو يحتاج إلى فترة طويلة من العلاج بل وعناية مباشرة
فما هو إلا قد بدأ أول مراحل العلاج
{أفلا يتدبرون القرآن}
ثم انتقل الطبيب أخيرا إلى القلب الثالث يفحصه فوجده مريضا قلبا مضطربا مذبذب بين السلامة و القسوة ،نبضه معتدل تارة و ينخفض كثيرا تارة اخرى بل انه احيانا يموت هذا القلب
قلب يشعر بالمرض و الالم ، قلب لا يذوق طعم السعادة كما يذوقها الآخرون
قلب أهمته الدنيا ووقع في شباكها
لكن الطبيب ظل يفكر في سر مرض هذا القلب ؟؟
أهو مصاب بمرض الشهوات مثل شهوة حب الدنيا
{تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }
ومن أعراض حب الدنيا
1-حب المال
2-الحسد
3-كثرة الحديث عنها ومن احب شئ أكثر من الحديث عنه
4-الاهتمام الزائد بالترفيه عن النفس بالطعام والشراب
أم هو مريض بشهوة حب الشهرة ام شهوة حب الرئاسة
احتار المريض وظل يفكر ليضع كل الاحتمالات
ربما يكون مريض بشهوة النساء أو حب الاهل والولد ؟؟؟
أيا كان فربما يكون مريضا بمرض الشبهات
فيشكك في الفرائض مثل الحجاب وغيره
يجادل في القدر و يظل يتنازع هل هو إنسان مسير ام مخير؟؟
يفكر ان كان الله خلقه فمن خلق الله؟ (استغفر الله العظيم)فيحمل عقله أكثر مما يحتمل
ويوسوس له الشيطان أينما توضا فيتساءل هل توضا ام لا
تنهد الطبيب وقتها و قال ياالله ألكل قلب حال ولكل قلب مفتاح
ولكل قلب داء ودواء ؟
سبحان الله!أيا ربي قد تبتُ إليك وآمنت
ياربي اغفر لي ما بدر مني
فأنا الطبيب الذي يعالج هذه القلوب و لكني مريض مثلهم
فكل أطباءه مرضى
فلك ياربي سأعمل جاهدا
ولك يا ربي سأبحث عن دواء خالص لأشفى أنا و هذه القلوب
أخي /اختي
هل تعرف أي قلب أنت ؟؟؟
إذا كنت تعرف احييك انت على أول الطريق
إذا عرفت هل عرفت علاجك و بحثت عنه؟
إذا كانت الاجابة نعم
فجعله الله في ميزان حسناتك وفقك للعلاج
لكن الاهم إذا كنت لم تعرف ولم تبحث
أقول لك اما آن لكي تعرف
اما آن أن تعيش بقلب سليم
أما آن أن تعيش سعيدا
أما آن ان تجتهد من اجل الله
حدد قلبك وابحث عن علاجه
ولا تتأخر حتى لاتندم و يصبح مرضا لا يشفى منه