!! الموت ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة له !!
!! الموت !!
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاه و السلام على أفضل خلق الله و سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم
الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لا يمكن أن ينكرها الإنسان و هى الحقيقية الوحيدة التى يؤمن بها كل من فى الأرض سواء مسلم أو كافر , و كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور ِ} (185) سورة آل عمران , و الموت ليس بالمعنى الذى يفهمة الكثير و لكن الموت هو بداية الحياه و لكن كيف تكون هذة الحياة ؟؟ وهل تكون حياة شقاء أم حياة سعادة ؟؟ كل هذا علمة عند الله عز و جل فالإنسان دائماً كلما تذكر الموت كلما أحس أنه ضعيف الحيله قليل المتاع و كلما ذادت صلة الإنسان بربه كلما كان أكثر تمنياً و أكثر إستقبالاً للموت لأنه يعلم أن وعد الله حق و الله وعد المؤمنين أن لهم الجنه , و لكن كيف نستعد للموت ؟ فالموت صعب و يجب عليك أيها المسلم أن يكون معك ما ينفعك فى هذة اللحظات الصعبة فهل أنت مستعد للرحيل عن الدنيا ؟ هل أنت مستعد للرد على الملكين ؟ هل أنت مستعد للوقوف أمام الله تعالى ؟ ما أصعب هذة اللحظات على الكافر العاصى و ما أسعد هذة اللحظات على المؤمن الموحد , يقول تعالى عز و جل فى وصف المؤمن الطائع { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21 ) سورة الحاقة . و يقول تعالى عز و جل فى وصف الكافر العاصى المنافق { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ
(26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) سورة الحاقة , فيالها من لحظات صعبة و شاقة , و علينا جميعاً أن نُذكر أنفسنا بالموت دائماً فإن للموت سكرات و علينا أن نفكر فى حياتنا الحقيقية ( حياة الخلود ) , نحن دائماً نذهب إلى القبور و نرى الأموت داخل حجر بسيطة من تراب , كانوا ملوكاً و كانوا جبارين و كانوا أغنياء فأين هم الأن ؟؟ هم فى التراب !! لا يدخل معهم أحد فى قبورهم إلا أعمالهم , و هنا نقف لحظة , و هى لحظة الموت , علينا أن نصف لحظة الموت حتى نعتبر بها و كان أفضل من وصفوا الموت قبل موتهم هو الصحابى الجليل
( عمرو بن العاص رضى الله عنه )
!! وصف الموت !!
من وصف الرسول صلى الله عليه و سلم للموت : عن جابر بن عبد الله عن النبى صلى الله عليه و سلم قال
(( حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج , فإنهم قوم قد كان فيهم الأعاجيب , ثم أنشأ يحدث فقال : خرجت طائفة من بنى إسرائيل حتى أتوا مقبرة فقالوا : لو صلينا ثم دعونا ربنا حتى يخرج لنا بعض الموتى فيخبرنا عن الموت , فصلوا و دعوا ربهم , فبينما هم كذلك إذا رجل قد أطلع رأسة من القبر , أسود خلاسياً فقال : يا هؤلاء : ما تريدون ؟ فوالله لقد مت منذ تسعين سنة فما ذهبت مرارة الموت منى , حتى كأنة الآن , فأدعوا الله تعالى أن يعيدنى كما كنت , و كان بين عينية أثر السجود
.
من وصف الموت لعمرو بن العاص رضى الله عنه : يروى عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه قال : كان ابى كثيراً ما يقول : إنى لأعجب من الرجل الذى ينزل به الموت , و معة عقلة و لسانة فكيف لا يصفة ؟ , قال : ثم نزل به الموت و معة عقلة و لسانة , فقالت : يا أبت كنت تقول إنى لأعجب من الرجل ينزل به الموت و معة عقلة و لسانة فكيف لا يصفة ؟ فقال عمرو بن العاص : يا بنى الموت أعظم من أن يوصف و لكن سأصف لك منه شيئاً, ثم قال : والله لكأن على كتفى جبل الرضوى و كأن روحى تخرج من ثقب أبرة و كأن جوفى شوكة عوسج و كأن السماء أطبقت على الأرض و أنا بينهما , ثم قال : يا بنى إن حالى قد تحول إلى ثلاث أنواع , فكنت فى أول الأمر أحرص الناس على قتل محمد صلى الله عليه و سلم فيا ويلتاه لو مت فى ذلك الوقت , ثم هدانى الله تعالى للإسلام و كان محمد صلى الله عليه و سلم أحب الناس إلى , وولانى على السرايا , فيا ليتنى مت فى ذلك الوقت لأنال رضا الله تعالى و دعاء رسوله , و صلاته علي , ثم أشتغلنا بعد فى أمر الدنيا , فلا أدرى كيف يكون حالى عند الله تعالى , فلم أقم من عنده حتى مات رحمه الله تعالى و أدخله فسيح جناته
من وصف الموت لسام إبن نوح عليه السلام : ذكر أن عيسى عليه السلام كان يحيى الموت بإذن الله تعالى فقال له بعض الكفرة , إنك أحييت من كان حديث الموت , و لعله لم يكن ميتاً فأحى لنا من مات فى الزمن الأول , فقال لهم : اختاروا من شئتم , فقالوا : أحى لنا سام أبن نوح عليه السلام , فجاء إلى قبره و صلى ركعتين و دعا الله تعالى : فأحيا الله سام بن نوح , فإذا رأسة و لحيتة قد ابيضتا , فقيل : ما هذا ؟ فإن الشيب لم يكن فى زمانك , قال : سمعت النداء فظننت أن القيامة قامت , فشاب رأس شعرى و لحيتى من الهيبة , فقيل : منذ كم أنت ميت ؟ قال : منذ أربعة آلاف سنة , و ما ذهبت عنى سكرات الموت . ,,,,, فيا حسرة عليك يا من تدرك الموت و أنت بلا حسنات , و يا حسرة عليك يا من تقابل الملكين فى قبرك فلا تعلم اجابتك !! و يا حسرة عليك يا من جرفتك الدنيا إلى هواها و يا من ضيعت حقوق ربك و يا حسرة عليك يا من توضع فى التراب و لم تدمع دمعة من خشية الله
!! علامات المتنبة من الغفلة !!
1-
أن يندم عن ما فات و عن الوقت الذى اضاعة فى اللهو و الاستمرار فى المعاصى ثم يتوب إلى الله توبه نصوحة .
2-
أن يبدأ فى فعل الطاعات و الخيرات و أهمها
( الصلاه و الصدقات و الانفاق فى سبيل الله )
3-
أن يفكر فى الموت و ماذا أعد له و هل هو قادر على ملاقاه ربه فى هذة الحالة ؟
4-
أن يكون نفعة للخلق ظاهراً .
5-
أن يكون الناس من شرة أمنين .
6-
أن يدعوا اقاربه و اصدقائة للبعد عن المعاصى و ترك الشهوات و عباده الله عز و جل .
و ننهى الحديث عن الموت بقول الله عز و جل { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } (30) سورة الزمر .
.............................................
المــوت
الموت هو الحقيقة الغائبة الحاضرة ؛ الغائبة لأن أكثر الناس قلما يفكرون فيها ، والحاضرة لأنه واقع
مشاهد ، فالناس يرونه كل يوم ، لا يخفى على أحد ، ولا يمكن أن يتجاهله أحد . إنه الحقيقة التي سلم بها كل مخلوق ، وأيقن بها كل إنسان ، جعله الله فاصلا بين حياتين ،الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، فالمؤمن ينتقل به من تعب الدنيا ونصبها إلى راحة الآخرة ونعيمها ، والكافر ينتقل به من متع الدنيا ولذاتها إلى ضيق الآخرة وشقائها .
والعاقل الفطن من اتخذ هذه الدار سبيلا وطريقا إلى دار السعادة ، يعمل فيها بالصالحات ، ويسارع
فيها بالخيرات ، مستحضرا دوما قوله تعالى : { إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } (غافر:39) ومتذكراً قوله تعالى : { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }
(البقرة: 197)
والشقي الغافل من شغلته دنياه عن آخرته ، وأقبل على الله خالياً إلا من المعاصي والسيئات ، وقد قال تعالى في حق هذا الصنف :
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ }
(النحل:108)
وقال أيضاً : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
(الروم:7)
. قال الشاعر :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولا قيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بالإكثار من ذكر الموت فقال :
( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) رواه الترمذي وصححه . وهاذم اللذات أي : قاطعها ، ذلك أن ذكر الموت يزهد العبد في الدنيا فينقطع عن اللذات ، ويقبل على الطاعات ، ومن أكثر من ذكر الموت قنع من الدنيا باليسير ، وسارع إلى التوبة ، وتزود من الأعمال الصالحة . ومن غفل عن ذكره ابتلي بضد ذلك نسأل الله السلامة والنجاة .
...............................................
الموت ما الموت
أمرٌ كُبَّار ... وكأسٌ يُدار فيمن أقام وسار ... يذهب بصاحبه إلى الجنَّة أو إلى النار ... مازال لأصحاب العقول مغيِّراً ... ولأصحاب الأهواء مكدِّراً ...
كيف وورائه قبرٌ وحساب ... وسؤال وجواب ... ومن بعده يومٌ تُدهش فيه الألباب فيُعدم الجواب