قســـم الديـــن
المكتبة الاسلامية  
  Home
  Department of Religion
  البوم صور
  حمل القرآن الكريم كاملا بصوت القارىء الذي 
  برنامج اتجاه القبلة في أي مكان من العالم
  ملكه جمال الجنه ؟؟هل تعرفونها ؟
  اسماء الله الحسنى مع الشرح
  انـــفـــلونـــزا الــــذنــوب
  بطاقة ابليس الشخصية لعنه الله
  دعاء لطلب الحاجة بإذن الله سبحانه
  عطاك الله ما تحب فأعطِه ما يحب
  كيف تجعل 70 الف ملك يصلون عليك !!؟
  لماذا الزانية قبل الزاني، والسارق قبل الس
  قصة الفقيـــــــــر و الغنــــــــــي
  50 معلومة عن الرسول محمد ص)
  اسماء الرسول ومعانيها
  ماهي السعادة بالنسبة لكل شخص
  متى يبكي الشيطان
  مشاريع صغيرة لقتل فراغ أختي المسلمة
  إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام
  الراحمون يرحمهم الله الرحمن الرحيم
  المسيح عليه السلام عيسى بن مريم
  يعقوب عليه السلام
  قيمة الدعاء
  لفظ الدعاء في القرأن
  عالم البرزخ
  1.صفات الله عز وجل
  2.صفات الله عز وجل
  حذف الأسماء الحسني
  الزواج نصف الدين
  داود عليه السلام
  كيف تعشق الصلاه
  علاج الغضب
  لماذا أخفى الله موعد المـــوت ؟؟
  البطاقة الشخصية للرسول
  من علامات محبة الله لك
  برنامج المصحف الشريف
  أسئلة متكررة عن الإسلام
  تحميل برنامج الأذان
  لا تقرأ الفاتحة بسرعة انظر لماذا؟
  يا رب من فتح رسالتي و قرأها إفتح عليه بركات
  ان من البيان لسحراً و ان من الشعر لحكمة
  اقروا هذا الدعاء
  لاتحزن
  أرسلها لما تفضى
  معلومات قيمه عن دينك‏
  من عـلامات محبة الله لك
  يوم القيامة قريب وقريباً
  فوائد الصلاة
  وصف الله علاج ضيق الصدر لرسوله
  فوائد الصلاة
  اروع استغفار قرأته
  إقرأه فقط إن كنت تمتلك وقتا لـ الله
  تعلموا النيات
  ومضات من حياة إمام الأنبياء
  استغفار
  اتقوا الله في ردودكم
  دعاء
  خطر جديد اسمه ريمونت كونترول
  هزآت المدينـة المنورة
  احذر من عقوبة هذا العمل
  الصــلة بالله..على اجزاء بإذن الله
  القضاء و القدر
  غطاء الوجهـ حرام
  لاتحــرمي نفسكـي الأجــر
  ما اجمل الحياة مع الله
  لمسات تحسسك بقيمة حياتك
  وصية الرسول::بالنساء
  معلومات عن المسيح الدجال و التحذير منه
  إدخري ليوم لا ينفع مال ولا بنون
  لا تشكي للخلق وتنسى الخالق
  يآ أيها الإنسان ماغـرك بربك الكريم
  أشخاص تحدوا الله عز وجــل
  هكذا سنكون بيوم القيامه
  يارب
  اتصلوا على هالرقم وخاصة آخر الليل
  هدية من رب العالمين
  لاتحزن.. إن الله معنا
  الحيض ... سبحان الله
  الشياطين وقت المغرب
  حكم التبسم في الصلاة
  حكم مشاهدة التلفاز في رمضان
  لماذا نسجد مرتين ونركع مره
  الدعاء الذي يستغفر لك 70000 ملك الى يوم القيامه
  The Noble Qur'an 3.55
  ءايات الله في الكون
  حال بعض النساء في الاخرة
  المرأة والحشمة والسِّتر
  زوج المرأة في الآخرة
  توجيهات وفتاوي مهمة لنساء الأمة
  المرأة الصالحة عون على الآخرة؟
  تفسير القرآن الكريم
  إحداد المتوفى عنها زوجها
  كتاب كيف يؤدى المسلم مناسك الحج والعمرة
  أحاديث قدسية
  ماذا بعد الموت في القبر وعالم البرزخ؟
  صور ما بعد الموت
  برنامج القرآن الكريم
  عبد الباسط عبد الصمد
  فضائل بعضاً من سور القرآن الكريم
  عام الحزن
  المنافقون في القرآن والسنة
  نفسية المنافق
  هل يجوز قول "اسعى يا عبدي وأنا أسعى معاك"؟
  يأتي على الناس زمن يصلون وهم لا يصلون
  هل الإنسان مسير أو مخير؟
  تعرف على حبيبك
  تعرف على حبيبك - ما أكرم الله به نبيه
  تعرف على حبيبك - ما أكرم الله به نبيه:2
  تعرف على حبيبك _ زوجاته
  تعرف على حبيبك - صفاته - أولاده - معجزاته
  تعرف على حبيبك - درجات البشرية
  ما أكـرم الله به محمد صلى الله عليه وسلم
  ما أكـرم الله بــه محمد صلى الله عليه وسلم:2
  كيف تموت الملائكة ؟؟؟
  أجد في رزقي ضيقاً
  دعاء صلاة الاستخارة
  الذكر عند الدخول و الخروج من المنزل
  دعاء الذهاب إلى المسجد
  دعاء الدخول و الخروج من المسجد
  أذكار الاستيقاظ من النوم
  الذكر قبل الوضوء وبعده
  دعاء الدخول و الخروج من الخلاء
  أذكار الأذان
  أدعية الصلاة
  الأذكار بعد السلام من الصلاة
  أذكار الصباح والمساء
  أذكار النوم
  دعاء قنوت الوتر
  دعاء الهم والحزن
  دعاء الكرب
  دعاء من خاف ظلم السلطان
  الدعاء على العدو ولمن خاف قوماً
  دعاء من أصابه شك في الإيمان
  دعاء قضاء الدين
  الذكر عند لبس الثوب
  دعاء الوسوسة في الصلاة والقراءة
  دعاء من وجد أمر صعب عليه
  ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً
  دعاء طرد الشيطان ووساوسه
  من وقع عليه أمر لا يرضاه
  دعاء ما يـُعوذ به الأولاد وتهنئة المولود
  الدعاء للمريض عند زيارته وفضل زيارته
  دعاء من أصابته مصيبة
  الدعاء للميت عند الصلاة عليه
  دعاء التـعزيـة
  دعاء زيارة القبور
  دعاء الريح
  دعاء الرعد
  أدعية الاستسقاء
  الدعاء عند الأمطار
  دعاء رؤية الهلال
  الدعاء عند إفطار الصائم
  الدعاء قبل الطعام وبعده
  الدعاء لمن أطعمك ولمن سقاك
  ما يقوله الصائم إذا سابه أحد
  دعاء العطاس
  الدعاء لتهنئة المتزوج
  دعاء المتزوج وشراء الدابة
  الدعاء قبل إتيان الرجل زوجته
  الدعاء عند الغضب
  دعاء من شاهد إنسان مبتلى
  كفارة المجلس وما يحدث فيه من لغط
  الدعاء لمن صنع إليك معروفاً
  ما يعصم به من الدجال
  الدعاء لم قال لك أني أحبك في الله
  الدعاء لمن أحسن إليك وعرض عليك ماله
  دعاء الخوف من الشرك وكراهية الطيرة
  دعاء الركوب
  ادعية السفر
  ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه
  فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  فضل القاء السلام
  دعاء لمن سمع صياح الديكة ونهيق الحمير
  الدعاء لمن سببته
  ما يقال إذا مدح المسلم أو إذا زكي
  أدعية الحج والعمرة
  ما يقال إذا تعجب أو آتاه خبر يسره
  ما يقول من أحس وجعاً في جسده
  من خشي أن يصب شيئاً بعينه
  ما يقوله المسلم إذا فزع أو خاف
  ما يقول لرد كيد مردة الشياطين
  الاستغفار والتوبة
  فضل التسبيح والتهليل والتكبير
  كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسبّح
  آخر كلام قاله الرسول عليه الصلاة والسلام
  أجمل تلاوات القرآن .. بأجمل الأصوات
  كنز لاتتجاهله
  شوف نار الدنيا فما بالك بالاخرة
  دعاء لمرة واحدة بالعمر
  علاج العين : الحسد
  جمع الصلوات
  الفرق بين النبي والرسول
  هل يجوزقرائة القران بدون الحجاب؟
  هل يشترط الوضوء عند قرائة القران؟
  الخبيثون للخبيثات والطيبون للطيبات
  أستغفار
  اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
  معانـي اسماء الانبياء والرسل
  آية الكرسي
  من تهاون في الصلاة
  حـافظوا على الصلاة الوسطى
  الموت ووصف الرسول و الصحابة له
  اسباب نزول القرآن الكريم
  أول ما نزل من القرآن
  آخر ما نزل من القرآن
  أحكام الصيام
  أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم
  الموسوعة القرآنية الشامله
  برنامج توبــــه
  برنامج تعليم القرآن الكريم
  برنامج حقيبة المسلم
  تفسير القران الكريم
  غفران الذنوب
  كيف تعبد الله وأنت نائم
  كيف تكسب حسنات وأنت نائم
  حوار فتاه مع الشيطان في سكرات الموت
  شاب يرسل صور جنسية وهو في القبر
  مقرر التوحيد
  تفعل فعلتها ليلا ويظنونها نائمه
  هل تعرف على ماذا صبر أيوب
  فيلم يكشف وجود خاتم الأنبياء سيدنا محمد
  أركان الإسلام : الخمسة
  أركان الإيمان الستة
  شروط الصلاة ,أركان الصلاة ,واجبات الصلاة
  أركان الوضوء
  شروط و أركان الصيام = شروط صحة الصيام
  أركان الزواج الصحيح
  أركان العمرة وواجباتها
  اركان الحج، وواجباته، وسننه
  أركان الإيمان
  سيدة آيات القران
  هل يجوز قول اسعى يا عبدي وأنا أسعى معاك
  ماذا يفعل القران عند موت الانسان
  خطاب ابليس لاهل النار
  قلــوبــكم ماتت بعشـــرة أشيـــــاء
  نصائح ابليس
  لانني أخاف عليك من نار جهنم
  دعاء ابكى الشيطان ....وأبكاني‏
  من تصلي عليهم الملائكة ، ومن تلعنهم ؟
  هل تعـــــــــلم؟
  من عجائب القران الكريم
  أعظم الذنوب
  حكم قول دمتي في حفظ الرحمن
  حكم الصبغ باللون الأسود
  كنوز الحســـنات
  تــأميــن ربانــي
  عمل نقوم به ، الزنا أهون منه عند الله تعالى
  الظن&التجسس
  الفرق بين (إنشاءالله ) و إن شاء الله
  معلومات اسلاميه رائعه
  هل يحاسبنا الله بمانقوله في داخلنا
  الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه؟
  هلك أصحاب السفينة
  بسبب الستايل دخلنا في الاستهزاء بالدِّين
  شبهة حول قول الله
  دعاء يوم الجمعة
  الحلف بغير الله تعالى: انتبهووووو
  أكثر من 70 خطأ في الصلاة
  تركناها وإنشغلنا عنها وهي من النعم
  اذا سجدت فأخبره بأسرارك
  نجم مضيئ بشكل غريب في السماء
  اليتيــم في الإســـلام
  الدماغ يتوضاء في اليوم 5 مرات ؟؟
  أكثر من طريقة لقيام الليل
  هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
  خمس جواهر..فأي جوهرة تملك..أنت
  الــعفو عند المقدرة
  ثلاث قلوب في غرفة العمليات
  نبضـــات لكل قلب ينبض بالإيمان
  عبارات ترغم تارك الصلاة على الصلاة‎
  ـ19 وسيٍلُةٍ تٌعينٌك ع ترك معصية الله
  حكم استخدام الملح ورشه في أركان المنزل
  كيف تحفظين طفلك القرآن بسهولة
  حكم دفن الأظافر وقصها بالليل والتسمية
  أذكار الصباح
  من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالون
  حكم قول فال الله ولا فالك
  حكم قول زارتنا البركة
  حكم قول مايستاهل اوالله مايستاهل
  حكم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند
  سيد الاستغفار أن تقول
  هل يجوز سماع القرآن بدل قرائته؟
  حكم قراة القرآن بدون تحريك الشفتين
  هل تعرف معنى اللهم أعتق رقابنا من النار
  يجعلنا من اهل الجنه ويجيرنا من عذاب النار
  حكم قول فلان مافي خير
  حكم وضع الطعام في القمامة
  حكم إذا نزل على ثيابي بول طفل ذكر
  أحكام كلمة ? لـو
  ثمار الاستغفار
  قصه إشتقت إلى أن أتزوج
  هل تدعو الزوجات بهذا الدعاء ؟؟
  نساء تبراء منهم النبي صلى الله علية وسلم
  صلاهن في وقتهن باب ما جاء في الصلاة
  هل حدث معڪ شيء من هذا ؟‎
  ماذا يحدثـ وقتـ المغربـ
  التلميذ البآر .. إبن القيْم
  الأيآت التي تبين صفات اليهود
  هل يجوز ان تقول اعوذ بالله من شر الشيطان
  من سنن الحبيب: صلى الله عليه وسلم
  أسباب تسمية الصلوات بأسمائها
  قصة الرسول صلى الله عليه وسلم والنخل
  علامات حضور ملك الموت
  الحكمه في النفخ في الطعام والشراب
  لماذا تقول الحمد لله بعد العطس
  عشرون سبباً تجعلكم تخسرون رمضان
  هل تعلم أن الحيوانات تصوم ؟؟
  ـ 10 معلومات رائعه جداً
  معنى رحم الله امرىء عرف قدر نفسه
  تفسير قوله تعالى:لقد خلقنا الإنسان في كبد
  عشر اماكن لا يجوز الصلاه فيها
  دعاء ختم القرآن الكريم
  حكم عمليات زرع الشعر في الرأس
  كيف تستعد لشهر رمضان
  ثلاثة وديان في جهنم
  هل يصوم الأطفال في رمضان؟
  أفضل مصحف للآيفون آيباد
مقرر التوحيد
مقرر التوحيد

كتاب تعليمي للناشئة
و المبتدئين
 

تأليف
الدكتور/ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف

 
بسم الله الرحمن الرحيم

توجيهات عامة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
              والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد: فهذا مقرر التوحيد للمرحلة الأولية، وقد روعي فيه عرض أهم مسائل التوحيد مع الإيجاز، ووضوح العبارة بما يناسب  تلك المرحلة، وقد حوى جملة من الأدلة على مسائل التوحيد، ومع  حسن العرض وترتيب المعلومات، وإشارة إلى بعض الجوانب التربوية والسلوكية لتلك المادة .
وهذا المقرر يصلح تدريسه للناشئة الناطقين بغير اللغة العربية، كما يمكن أن ينتفع به ويستفيد منه الناشئة الذين يتكلمون اللغة العربية .
* وهذه بعض التوجيهات العامة لمعلم المادة نوردها كما يلي:
1 –
 أن يهتم بروح التوجيه والبناء التربوي لنفوس التلاميذ.
2 –
أن تكون هذه المادة مادة حية عن طريق تفاعل المعلم معها وتأثيره على التلاميذ، بحيث تكون المادة سلوكاً إيجابياً في حياتهم .
3 –
أن يشعر المعلم بعظم الأمانة الملقاة على عاتقه في تربية جيل موحِّد .
4 –
أن يستحضر فضل معلم الناس الخير عموماً، ومعلم التوحيد – الذي هو أشرف العلوم – خصوصاً .
5–
أن يعنى بتيسير المادة وتحبيبها إلى نفوس التلاميذ، من خلال وضوح العبارة كتابة ونطقاً
وضرب الأمثال،وإيراد القصص.
6-
أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه في سلوكه وهيئته.
والله أسأل أن يبارك في جهود العاملين للإسلام ، وأن يرزق الجميع حسن القصد وإتباع الحق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مقرر التوحيد للسنة الأولى

لا إله إلا الله
محمد رسول الله.
أنا أعبد ربي .
أنا أحب ربي .
ربي الله .
ـــــــــــــــــــــــــ
س1- من ربك ؟
ج – ربي الله .
س2 – من الذي خلقك ؟
ج – الله الذي خلقني وخلق الناس جميعاً.
س3 – من الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر؟
ج – الله الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر .
س4 – من الذي خلق الأرض التي نمشي عليها ؟
ج – الله الذي خلق الأرض التي نمشي عليها .
س5 – من الذي خلق البحار وأجرى الأنهار ؟
ج – الله الذي خلق البحار وأجرى الأنهار .
س6– من الذي ينزل المطر من السماء ؟
ج – الله الذي ينزل المطر من السماء .
س7– من الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار ؟
ج - الله الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار .
*   *   *
أنا أعبد الله .
أنا أحب الله .
الله خلق الناس لعبادته وطاعته .
عبادة الله وطاعته واجبة على جميع الناس .
ـــــــــــــــــــــــــــ
س1 – ما دينك؟
ج – ديني الإسلام.
س2 – ما الإسلام ؟
ج- الإسلام هو توحيد الله، وطاعة الله، وترك مخالفة أمر الله تعالى.
س3 – ما أساس الإسلام؟
ج – أساس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
س4 – لماذا نقوم جميعاً لأداء الصلاة عند سماع الأذان ؟
ج – لأن الصلاة ركن من أركان الإسلام ، ولا يكون الإنسان مسلماً إلا بفعلها .
س5 – من الرسول الذي أرسله الله إلينا ؟
ج – النبي محمد صلى الله عليه وسلم  هو الرسول الذي أرسله الله إلينا .
س6 – لماذا أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً؟
ج – أرسله الله إلى الناس ليعلمهم الإسلام .
س7 – ما الذي يدعو إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ج – يدعو النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة غير الله .
ـــــــــــــــــــــــــــ
تدريب :
- تعويد التلميذ على كتابة الشهادتين مع مراعاة التدرج، والتنسيق مع مادة الكتابة والإملاء .
      - تكرار المادة العلمية مع حفظها .
توجيه :
      - يعرض المعلم بعض المشاهد السماوية والأرضية كالنجوم والأشجار والأمطار ، ثم يلفت أنظار تلاميذه إلى قدرة الله تعالى وعظمته.
يسعى المعلم إلى غرس محبة الله تعالى وتعظيمه في قلوب تلاميذه بما يناسب فطرهم وعقولهم، كما يعود الطلاب على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته .
مقرر التوحيد للسنة الثانية
رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً
وبمحمد رسولاً ونبياً
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب علينا معرفة ثلاثة أصول : معرفة الرب تعالى والدين والرسول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
 
الأصل الأول : معرفة الرب .
1 -
 ربي الله الخالق المالك المدبر.
قال تعالى :
(( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ))  .
2 –
 أعرف ربي بآياته ومخلوقاته .
قال تعالى  :
(( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ))    .
3 –
 الله هو المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
قال تعالى :
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))    . 
س1– لأي شيء خلقك الله ؟
ج – خلقني لعبادته، كما قال تعالى :
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))   .
س2 – ما عبادته ؟
ج – عبادته توحيده وطاعته .
س3 – ما معنى لا إله إلا الله ؟
ج – معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله .
 الأصل الثاني : معرفة الدين .
1 –
الإسلام هو توحيد الله وطاعته ، وترك مخالفة أمر الله ،قـال تعالى :
(( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ))
2 -
  الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعاً .
قال تعالى :
(( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
3 –
الإسلام هو دين الخير والسعادة والسرور .
قال تعالى :
(( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
س1 – كم أركان الإسلام؟ وما هي؟
أركان الإسلام خمسة، وهي :
1 –
شهادة أن لا إله إلا ألله وأن محمداً رسول الله .
2 –
 إقام الصلاة .
3 –
إيتاء الزكاة .
4 –
صوم رمضان .
5 –
حج بيت الله الحرام مع الاستطاعة.
الأصل الثالث : معرفة النبي صلى الله عليه وسلم .
1 –
نبيي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
2 –
أرسل الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً ليعلمهم الإسلام.
3 –
يجب عليَّ طاعةُ النبي صلى الله عليه وسلم .
قـال تـعالـى :
(( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ))
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تدريب:
حفظ المادة العلمية بأدلتها.
تعويد الطلاب كتابة عنوان الدرس : رضيت بالله رباً ....
توجيه:
- يعرض المعلم بعض المشاهد السماوية والأرضية الدالة على ربوبية الله .
- يقرر المعلم في نفوس تلاميذه أنهم خلقوا لغاية عظيمة وهي عبادة الله .
- يحبب المعلم تلاميذه إلى الإسلام وما فيه من السعادة والحياة الطيبة .
- يربي المعلم تلاميذه على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته.
*    *     *
 
مقرر التوحيد للسنة الثالثة
أصول عقيدتنا ثلاثة، معرفة ربنا وديننا ونبينا
الأصل الأول : معرفة ربنا سبحانه.
1 –
ربنا الله سبحانه خالق السموات والأرض .
قال تعالى :
(( إ ِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ))
2 –
ربنا الله الذي خلق الإنسان وأحسن خلقه .
قال تعالى :
(( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ))
3 –
ربنا الله الذي يدبر الأمر .
قال تعالى :
(( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ))
4 –
خلق الله الجن والإنس لعبادته .
قال تعالى :
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))  
5 –
أمرنا الله بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال تعالى :
(( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))
6 –
العروة الوثقى هي : لا إله إلا الله ، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله .
الأصل الثاني : معرفة ديننا الإسلامي .
1 –
ديننا هو الإسلام لا يقبل الله من أحد سواه .
قال تعالى :
((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه )).
2 –
مراتب الدين الإسلامي ثلاث : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان .
3 –
الإسلام هو الاسـتسلام لله تعالى بالتوحيد ، والانقياد لــه بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله .
4 –
الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،  والقدر خيره وشره .
5 –
الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الأصل الثالث : معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
1 –
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم ، وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم .
2 –
بلّغ نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الدين، وأمرنا بكل خير، ونهانا عن كل شر
3 –
يجب علينا الاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم واتباعه .
قال تعالى :
(( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) 
4 –
يجب علينا تقديم محبة نبينا صلى الله عليه وسلم على محبة الأمهات والآباء وجميع الناس .
قال صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
 ومحبته تكون بإتباعه وطاعته .
تدريب :
حفظ المادة العلمية مع أدلتها .
توجيه بعض الأسئلة للتلاميذ بما يناسب عقولهم .
تكليف التلاميذ بكتابة .
توجيه :
نفس التوجيهات السابقة في السنة الثانية .
مقرر التوحيد للسنة الرابعة
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله
 1 –
معنى شهادة أن لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله .
 2 –
العبادة : هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال .   
3 –
أنواع العبادة كثيرة منها: الدعاء ، والخوف ، والتوكل ، والصلاة ، والذكر ، وبر الوالدين وغيرها .
ودليل الدعاء قوله تعالى :
(( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) ودليل الخوف قوله تعالى :
(( فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))
ودليل التوكل قولـه تعـالى :
(( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))
 ودليل الصلاة قوله تعالى :
(( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))
ودليل الذكر قوله تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً )) 
       ودليل بـرّ الوالديـن قولـه تـعالى :
(( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ))
4 –
تصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو كافر .
قال تعالى :
(( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ))
5 –
خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده .
قال تعالى :
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
6 –
من عبد الله تعالى حقاً فسيجد سعادة عظيمة وسروراً وحياة طيبة .
قال تعالى :
(( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))
*    *    *
1 –
معنى شهادة أن محمداً رسول الله : تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
2-
اسم نبينا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، فهو أفضل العرب نسباً صلى الله عليه وسلم .
3 –
أرسل الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ، وافترض طاعته على جميع الناس.
قال تعـالــى : 
(( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )) 
4 –
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، ودعا إلى التوحيد وعبادة الله وحده، ثم هاجر إلى المدينة ، وأمر ببقية أحكام الإسلام مثل الزكاة والصوم والجهاد وغيرها ، وتوفي صلى الله عليه وسلم في المدينة وعمره ثلاث وستون سنة .
5 –
من خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحق للعذاب الأليم .
قال تعالى :
(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
6 –
من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم فسينال السعادة الكاملة ، والفوز الكبيير .
قال تعالى  :
(( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) 
وقال تعالى :
(( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ))
ـــــــــــــــــــــــــــ
تدريب :
حفظ مادة المنهج  مع أدلتها .
توجيه
جملة من الأسئلة للتلاميذ .
كتابة بعض موضوعات المنهج .
توجيه :
- يسعى المعلم إلى إعطاء مفهوم واضح ميسر للعبادة مع بيان سعة مفهومها وأنها ليست فقط العبادات المعهودة .
– ضرب أمثلة عملية على أنواع العبادة كالدعاء والذكر ونحوهما .
– يؤكد المعلم على أهمية ثمرات العبادة وما يترتب عليها من السعادة والسرور .
– يغرس المعلم في قلوب تلاميذه حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويورد لذلك بعض الأحداث النبوية .
– يبين المعلم لتلاميذه خطورة معصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ينتج عن ذلك من العذاب والشقاء في الدارين .
*    *    *
مقرر التوحيد للسنة الخامسة

أنواع التوحيد
التوحيد : هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات .
أنواع التوحيد : ثلاثة : وهي توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
1 –
توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله – سبحانه – مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك . فلا خالق إلا الله ، كما قال تعالى :
(( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)) 
ولا رازق إلا الله ، كما قال تعالى :
(( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا))
ولا مدبر إلا الله ، كما قال تعالى :
(( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ))
ولا محيي ولا مميت إلا الله ، كما قال تعالى
((  هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ  وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))
وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يدخلهم في الإسلام ، كما قال تعالى :
(( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ))
2 –
توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها ، فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له ، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعاذة وغير ذلك .
فلا ندعو إلا الله ، كما قال تعالى : 
(( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))
ولا نخاف إلا الله ، كما قال تعالى :
(( فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) 
ولا نتوكل إلا على الله ، كما قال تعالى :
(( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))
ولا نستعين إلا بالله ، كمـا قـال تعـالى :
(( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))
ولا نستعيذ إلا بالله ، كمـا قـال تعـالى : 
(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ))
وهذا النوع من التوحيد  هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام ، حيث قال تعالى : 
(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))
وهذا النوع هو الذي أنكره الكفار قديماً وحديثاً ، كما قال تعالى :
 (( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))
3 –
توحيد الأسماء والصفات :
وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة من اسماء الله وصفاته التي وصف الله بها نفسه أو وَصَفَه بها رسوله على الحقيقة .
وأسـماء الله كثـيرة ، منها : الرحمن ، والسـميع ، والبصـير ،
والعزيز ، والحكيم .
قال تعالى :
(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) 
صفات الفائزين
قال تعالى :
(( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ))
أقسم الله تعالى  بالعصر وهو الزمان على أن الإنسان في خسارة وهلاك إلا من حقق أربعة صفات :
1 –
الإيمان : وهو معرفة الله تعالى ، ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام .
2 –
 العمل الصالح : مثل الصلاة والزكاة والصيام والاصدق وبر الوالدين .
3 –
التواصي بالحق : وهو الدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح ، والترغيب في ذلك .
4 –
التواصي بالصبر : وهو الصبر على فعل الطاعات ، والصبر على وقوع المصائب .
تدريب :
نفس التدريبات السابقة في السنة الرابعة .
توجيه :
يبين المعلم لتلاميذه عظمة الله تعالى ، فالأمر كله لله ، والرزق بيده .
 – يرسخ المعلم في نفوس تلاميذه وجوب تحقيق العبادة لله ، وضرورة التعلق به سبحانه في جميع الأحوال .
– يسعى المعلم إلى توضيح توحيد الأسماء والصفات بما يوافق وعقول تلاميذه ، مع بيان آثار الإيمان بتلك الأسماء .
– يغِّب المعلم في الالتزام بصفات الفائزين ، ويوجه تلاميذه نحو التعاون على الخير والاجتماع عليه . 
*    *     *
مقرر التوحيد للسنة السادسة
ما ينافي التوحيد ويضاده
1 –
أول ما فرض اللله على الناس الإيمان بالله والكفر بالطاغوت . كما قال تعالى : 
(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))
2 –
معنى الطاغوت : كل ما عبد من دون الله وهو راض .
3 –
صفة الكفر  بالطاغوت : أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها ، وتكفِّر أهلها وتعاديهم .
4 –
الشرك ضد التوحيد ، فالتوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة ، والشرك هو صرف إحدى العبادات لغير الله تعالى ، مثل أن يدعو غير الله، أو يسجد لغير الله .
5 –
الشرك أكبر الذنوب وأعظمها ، لقوله تعالى :
(( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ))
والشرك يبطل جميع الطاعات ، ويوجب الخلود في النار وعدم دخول الجنة ، كما قال تعالى : (( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
. كما قال تعالى : 
(( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ))
6 –
الكفر ينافي التوحيد ، فالكفر أقوال وأعمال تخرج فاعلها عن التوحيد والإيمان
ومثال الكفر : الاسـتهزاء بالله تعالى ، أو آيات القرآن ، أو الرسول كما قـال تعالى :
(( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) 
7 –
النفاق ينافي التوحيد ، فالنفاق أن يظهر للناس التوحيد والإيمان ويبطن في قلبه الشرك والكفر .
ومثال النفاق : أن يظهر بلسانه الإيمان بالله ويبطن الكفر بقلبه كما قال تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ))
أي يقولون بألسنتهم آمنا بالله ، ومـا هـم بمؤمنين حقيقـة في قلوبهم .
الإيمان باليوم الآخر
معنى الإيمان باليوم الآخر :
التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم ، فيؤمن كل واحد منا بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور ، ثم يحـاسـبهم ويجـازيهـم على أعمالهم ، حتى يسـتقر أهـل الجنـة في منـازلهم ، وأهـل النار في منـازلهم .
والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان ، فلا يصح الإيمان إلا به .
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور :
1-
الإيمان بالبعث والحشر :
وهو إحياء الموتى من قبورهم ، وإعادة الأرواح إلى أجسادهم ، فيقوم الناس لرب العالمين ، ثم يحشرون ويجمعون في مكان واحد ، حفاة غير منتعلين ، عراة غير مسشتترين ، غرلاص مختونين .
ودليل البعث : قوله تعالى :
(( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ))
ودليل الحشر قوله صلى الله عليه وسلم : " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً "
2 –
الإيمان بالحساب والميزان :
يحاسب الخلائق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فمن كان من أهل التوحيد ومطيعاً لله ورسوله فإن حسابه يسير ، ومن كان من أهل الشرك والعصيان فحسابه عسير .
وتوزن الأعمال في ميزان عظيم ، فتوضع الحسنات في كفة ، والسيئات في الكفة الأخرى ، فمن رجحت حسناته بسيئاته فهو من أهل الجنة ، ومن رجحت سيئاته بحسناته فهو من أهل النار .
ودليل الحساب قوله تعالى :
(( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً   وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ* فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً ))
ودليل الميزان قوله تعالى :
(( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))
 3 –
الجنة والنار :
الجنة هي دار النعيم المقيم ، أعـدهـا الله للمؤمنين المتقين ، المطيعين لله ورسوله ، فيها جميع أنواع النعيم الدائم من المأكولات والمشروبات والملبوسات وجميع أنواع المحبوبات . وأما النار فهي دار العذاب المقيم ، أعدها الله للكافرين الذين كفروا بالله وعصوا رسله ، فيها من أنواع العذاب والآلام والنكال ما لا يخطر على البال . ودليل الجنة قوله تعالى :
(( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ  ))
وقوله تعالى :
(( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
وأما دليل النار فقوله تعالى :
(( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ))
وقوله تعالى :
(( إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً  وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً ))
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .
تدريب :
- حفظ المنهج مع أدلته .
– توجيه أسئلة للتلاميذ بما يناسب هذه المرحلة ، بحيث لا تكون الإجابة تلقيناً فحسب ، بل يعنى بتنمية الجانب التفكيري وإعمال الذهن التلميذ .
توجيه :
- على المعلم أن يقرر لتلاميذه خطورة كل ما ينافي التوحيد ، ويبين شناعة الشرك والكفر والنفاق في الدارين ، مع نراعاة ضرب الأمثال والأحداث .
– يعلّق المعلمُ تلاميذه بالدار الآخرة ، ويجعلها شغلهم وهمهم .
– يؤكد المعلم من خلال عرض اليوم اغلآخر على كمال قدرة الله في البعث ، وتمام عدله في الحساب والجزاء ، وعظيم رحمته وفضله بأصحاب الجنة .
– ينمي المعلم في قلوب تلاميذه خوف الله ومراقبته ، ومحبة فعل الطاعة وبغض المعصية استعداداً لليوم الآخر

*    *     *
 
بسم الله الرحمن الرحيم

توجيهات عامة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد : فهذا مقرر التوحيد للمرحلة الإعدادية، وقد روعي فيه عرض أركان الإيمان بشيء من البسط والبيان، بطريقة تناسب أذهان طلاب هذه المرحلة، حيث يتطلعون إلى معرفة ما هو جديد عليهم، كما عني بجانب ترتيب المادة العلمية ، وحسن عرضها مع الحديث عن الآثار السلوكية والتربوية لأركان الإيمان .
وهذه التوجيهات العامة لمعلم المادة، نوردها على النحو التالي :
1 –
أن يهتم المعلم بالججانب الدعوي ، فيعنى بإرشاد الطلاب وتوجيههم لكل خير .
2-
أن يدرك المعلم عظم الأمانة الملقاة على عاتقه في تربية جيل، مؤمن، وأن يستحضر فضل معلم الناس الخير عموما، ومعلم التوحيد – أشرف العلوم- خصوصا.
3-
أن يعنى بتيسير المادة وتحبيبها إلى نفوس الطلاب، من خلال
التحضير الجيد، وحسن العرض ، وضرب الأمثال ، وإيراد القصص .
4 –
أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه ، وأن يشعر تلاميذه بأنه بمنزلة الوالد لهم
5-
أن يراعي أحوال المراهقين ، وما ةيمرون به من أزمات ونزوات، وأن يجعل من هذه المادة الشريفة شفاءً لتلك الأعراض.
6 –
أن يجيب المعلم على أسئلة طلابه ، ويسلك في إجابته مسلك الإقناع والتيسير والحكمة .
والله أسأل أن ينفع بهذا الجهد، وان يوةفق الجميع لكل بر، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مقرر التوحيد للسنة الأولى الإعدادية
مقدمة عن العقيدة الإسلامية وأهميتها
إن الدين الإسلامي عبارة عن عقيدة وشريعة، فأما العقائد فيراد بها الأمور التي تصدق بها النفوس ، وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لاشك فيها ولا ريب .
والشريعة تعني التكاليف العملية التي دعى إليها الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام وبرالوالدين وغيرها .
وأسس العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره . والدليل على ذلك قوله تعالى :
(( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ  ))
وقوله تعالى في القـدر :
((  إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ* وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )) 
وقوله صلى الله عليه وسلم " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " أهمية العقيدة الإسلامية
تظهر أهمية العقيدة الإسلامية من خلال أمور كثيرة منها ما يلي :
1-
 أن حاجتنا إلى العقيدة فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة ، لأنه لا سعادة للقلوب ، ولا نعيم ، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها تعالى . 
2 –
أن العقيدة الإسلامية هي أعظم الواجبات وآكدها، ولذا فهي أول ما يطالب به الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ".
3 –
أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة التي تحقق الأمن والاستقرار ، والسعادة والسرور .
كما قال تعالى :
(( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )) كما أن العقيدة الإسلامية وحدها التي تحقق العافية والرخاء ، قال تعالى :
(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ))
4-
أن العقيدة الإسلامية هي السبب في حصول التمكين في الأرض، وقيام دولة الإسلام قال تعالى :
(( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))

*    *     *
 
 
الإيمان بالله عز وجل
- معنى الإيمان بالله عز وجل:
هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، والإقرار بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
فتضمن الإيمان بالله عز وجل أربعة امور :
الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى .
الإيمان بربوبية الله تعالى .
الإيمان بألوهية الله تعالى .
الإيمان بأسماء الله وصفاته .
وسنتحدث عن هذه الأمور الأربعة تفصيلاً على النحو الآتي:
1-
الإيمان بوجود الله تعالى
1-
إن الإقرار بوجود الله تعالى أمر فطري في الإنسان، وأكثر الناس يعترفون بوجود الله ، ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة من الملاحدة .
إن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تعليم
        وها نحن نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وإعطاء السائلين مـا يـدل دلالـة يقينية على وجـوده تعـالـى كما قال تعالى :
(( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ))
ب – ومن المعلوم عند كل شخص أن الحادث لا بد له من محدث ، وهذه المخلوقات الكثيرة والتي نشاهدها في كل وقت لابد لها من خالق أوجدها، وهو الله عز وجل؛ لأنه يمتنع أن تكون مخلوقة من غير خالق خلقها، كما يمتنع أن تخلق نفسها؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه. 
كما قال تعالى :
(( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ))
ومعنى الآية : أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فيتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى . 
جـ - إن انتظام هذا الكون بسمائه وأرضه ونجومه وأشجاره يدل دلالة قطعية على أن لهذا الكون خالقاً موحداً وهو الله سبحانه وتعالى : 
(( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ))
فهذه الكواكب والنجوم – مثلاً – تسير على نظام ثابت لا يختل ، وكل كوكب يسير في مجال لا يتعداه ولا يتجاوزه .
يقول تعالى : 
(( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))
2 –
الإيمان بربوبية الله تعالى
أ ـ معنى الإيمان بربوبية الله تعالى
هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه، وأن المحيي المميت النافع الضار، الذي له الأمر كله، وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير، ليس له في ذلك شريك.
والإيمان بربوبية الله هو التصديق الجازم بأن الله سبحانه وتعالى هو الرب لا شريك له، وإفراد الله بأفعاله، بأن يعتقد أن الله وحده الخالق لكل ما في الكون، وكما قال تعالى
(( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) .
وأنه الرزاق لجميع المخلوقات، كما قال تعالى
(( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا )) 
وأنـه المـالك لكل شـيء، حيث قال سـبحانه :
((  لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ))
ب – قرر الله تعـالى انفراده بالربوبية على جميع خلقه، فقال سبحانه :
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))
ومعنى رب العالمين أي خالقهم ومالكهم ومصلحهم ومربيهم بأنواع نعمه وفضله .
جـ - وقد فطر الله الخلق على الإيمان بربوبية الله تعالى، حتى مشركي العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال سبحانه :
 (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ   سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ   قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ
 إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
إن الإيمان بربوبية الله تعالى لا يكفي العبد في حصول الإسلام، بل لا بد أن يؤمن بألوهية الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قاتل مشركي العرب مع إقرارهم بربوبية الله تعالى
د – إن جميع الكون بسمائه وأرضه، وكواكبه ونجومه، وشجره ، وإنسه وجنه، كله خاضع لله تعالى
قـال تعالى :
(( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ))
فليس لأحد من المخلوقات خروج عن قدر الله تعالى، فإن الله تعالى هو مليكهم يصرفهم كيف يشاء وفق حكمته ،وهو خالقهم جميعا، وكل ما سوى الله مصنوع فقير محتاج إلى خالقه تعالى .
هـ- إذا تقرر أن الله تعالى له الأمر كله، فلا خالق إلا الله ، ولا رازق إلا الله ، ولا مدبر للكون إلا الله وحده، فلا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، فإن هذا يوجب تعلق قلوبنا بالله وحده، وسؤاله والافتقار إليه ، والاعتماد عليه، فهو سبحانه خالقنا ورازقنا ومالكنا . 
3 –
الإيمان بإلوهية الله تعالى :
أ – معنى الإيمان بإلوهية الله تعالى : 
التصديق الجازم بأن الله تعالى وحده المستحق لجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة " مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والصلاة والزكاة والصيام، فيعلم العبد يقيناً أن الله هو المعبود لا شـريـك له، فلا معبـود بحق إلا الله تعالى ، كـما قـال سـبحانـه : 
((  وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))
فأخبر  تعالى أن الإله إله واحد ، أي معبود واحد فلا يجوز أن يتخذ إله غيره، ولا يعبد إلا إياه .
ب – إن الإيمان بإلوهية الله :
هو الاعتراف بأن الله وحده الإله الحق لا شريك له، والإله بمعنى المألوه أي المعبود حباً وتعظيماً، فهو إفراد الله بجميع أنواع العبادة، فلا ندعو إلا الله ، ولا نخاف إلا الله ، ولا نتوكل إلا على الله ، ولا نسجد إلا لله ، ولا نخضع إلا لله ، فلا يستحق العبادة إلا هو سبحانه، تحقيقاً لقوله تعالى :
(( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))
جـ - أهمية الإيمان بإلوهية الله تعالى :
تبدوا أهمية الإيمان بإلوهية الله تعالى من خلال ما يلي : 
1-
أن الغاية من خلق الجن والإنـس هو عبـادة الله وحده لا شريك لـه ، حيث قال سبحانه : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
2 –
أن المقصود من إرسـال الرسـل عليهم السلام وإنزال الكتب
السماويـة هـو الإقـرار بأن الله هـو المعبـود الحق ، كمـا قـال سبحانه : 
(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) 
3 –
أن أول واجب على كل شخص هو الإيمان بألوهية الله تعالى ، كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه – لما أرسله إلى اليمن قائلاً له : "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله الله ".
أي ادعهم إلى إفراد الله بجميع أنواع العبادة . 
د- معنى لا إله إلا الله :
هذه الكلمة العظيمة هي أول واجب على كل شخص، كما أنها آخر واجب، فمن مات على هذه الكلمة فهو من أهل الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة"
ولذا فإن وجوب معرفة لا إله إلا الله أعظم الواجبات وأهمها .
ومعنى لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله وحده، فهو نفي الإلهيـة عما سـوى الله تبـارك وتعالى ، وإثباتها كلها لله وحـده لا
شريك له  .
فمعنى الإله هو المعبود، فمن عبد شيئاً فقد اتخذه إلهاً من دون الله، وجميع ذلك باطل إلا إله واحد وهو الله وحده . 
والله تعالى هو الإله الذي تعبده القلوب محبة وإجلالاً وتعظيماً، وذلاً وخضوعاً، وخوفاً وتوكلاً عليه، ودعاءً له . 
وليس للقلوب سرور ولا سعادة إلا بتحقيق معنى لا إله إلا الله ، فإن السرور التام والحياة الطيبة والنعيم إنما هو في إفراد الله تعالى بالعبادة .
هـ - أركان لا إله إلا الله :
لهذه الكلمة العظيمة ركنان هما النفي والإثبات .
فالركن الأول : "لا إله " وهو نفي العبادة عما سوى الله ، وإبطال الشرك ، ووجوب الكفر بكل ما يعيد من دون الله .
والركن الثاني : " إلا الله " وهو إثبات العبادة لله وحده ، وإفراده سبحانه بجميع أنواع العبادة .
والدليل على ذلك قوله تعالى  :
(( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))
فقوله :
(( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ))
هو معنى الركن الأول ( لا إله) ، وقوله
(وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ )
هو معنى الركن الثاني
( إلا الله ) .
و- شروط لا إله إلا الله :
لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي كالتالي :
1 –
العلم بمعنى لا إله إلا الله، كما قال تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله "
2-
اليقين : أن يكون قائلها مستيقناً بما تدل عليه، فإن كان شاكاً مرتاباً بما تدل عليه لم تنفعه. قال تعالى :
(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا))
3 –
القبول لما دلت عليه هذه الكلمة من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ، فمن قالها ولم يقبل عبادة الله وحده كان من الذين قال الله فيهم : 
(( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ )) 
4 –
الانقياد لما دلت عليه ، قال تعالى :
(( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))
ومعنى يسلم وجهه : أي ينقاد ويخضع، والعروة الوثقى هي : لا إله إلا الله .
5 –
الصدق : وهو أن يقول هذه الكلمة صدقاً من قلبه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار "
6 –
الإخلاص : وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك، بأن لا يقصد بقولها طمعاً من مطامع الدنيا . قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله حرم النار على من قال لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله "
7 –
المحبة لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بها . قال تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ))

أهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً، وأهل الشرك يشركون فيحبون مع الله غيره من المعبودات الأخرى،وهذا ينافي معنى لا إله إلا الله.
ز – معنى العبادة :
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، مثل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والخوف من الله، والتوكل على الله، وسؤال الله تعالى، والصلاة، والزكاة، وبر الوالدين، وذكر الله تعالى، وجهاد الكفار والمنافقين، وغير ذلك. 
فأنواع العبادة كثيرة تشمل كل أنواع الطاعات كتلاوة القرآن، والإحسـان إلى الفقـراء والمحتاجين، والصدق، والأمـانـة، والكلمـة الطيبة . 
والعبادة شاملة لكل تصرفات المؤمن إذا نوى بها التقرب إلى الله تعالى، بل لو أكل أحدنا أو شرب أو نام بقصد التقوي على طاعة الله تعالى ، فإنه يثاب على ذلك ، فهذه العادات مع النية الصالحة والقصد الصحيح تصير عبادات يثاب عليها، فليست العبادة قاصرة على الشعائر المعروفة كالصلاة والصيام ونحوهما .
ح – إن العبـادة هـي التي خلق الله الخلق من أجلهـا، قال تعالى :
((  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ
مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُـوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ))
فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي قيامهم بعبادة الله ، والله تعالى غني عن عبادتهم، وإنما هم المحتاجون إلى عبادته ، لفقرهم إلى الله تعالى .
إن فقر العبد إلى الله بأن الله لا يشرك به شيئاً، أعظم من فقره وحاجته إلى الماء والطعام .
إن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله تعالى والإخلاص له، لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا اطيب ، ولا يخلص أحد من آلام الدنيا ومشاكلها إلا بتحقيق العبودية لله تعالى . 
ط – أركان العبادة :
إن العبادة التي أمر الله بها قائمة على ركنين مهمين :
الأول : كمال الذل والخوف ، والثاني : كمال الحب .
فالعبادة التي فرضها الله على عباده لابد فيها مـن كمـال الـذل لله والخضـوع لـه والخـوف منه، مع كمال الحب وغايته ، والرغبة إليه ورجائه .
والمحبة وحدها التي لم يكن معها خوف ولا تذلل كمحبة الطعام والمال ليست بعبادة، وكذلك الخوف بدون محبة كالخوف من حيوان مفترس لا يعد عبادة، فإذا اجتمع الخوف والحب في العمل كان عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده . 
ي – التوحيد سبب قبول العبادة :
إن العبادة التي أمر الله بها لا تسمى عبادة إلا مع توحيد الله تعالى، فلا تصح العبادة مع الشرك، ولا يوصف أحد بأنه عبد لله تعالى إلا مع تحقيقه التوحيد، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة ، فمن عبد الله تعالى وأشرك معه غيره فليس عبداً لله .
فتوحيد الله تعالى ، وإخلاص العبادة لله وعدم الإشراك به هو الشرط في قبول العبادة عند الله ، إضافة إلى أن العبادة لا تكون مقبولة إلا بموافقة الشرع، وعلى وفق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
فشرطا كل عمل ليكون مقبولاً عند الله تعالى هما :
1 –
أن لا يعبد إلا الله وحده
(وهو التوحيد) .
2 –
أن ل يعبد إلا بما أمر الله به
( وهو الاتباع لرسول الله  ) .
كما قال تعالى :
(( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
( ) .
ومعنى (( أَسْلَمَ وَجْهَهُ )) أي حقق التوحيد فأخلص عبادته لله، ومعنى 
(( وَهُوَ مُحْسِنٌ))
أي متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم .  
ك – الشرك :
الشرك يناقض الإيمان بألوهية الله وحده، وإذا كان الإيمان بألوهية الله تعالى وحـده، وإفـراد الله بالعبادة أهـم الواجبـات وأعظمها، فإن الشـرك أكبر المعاصي عند الله تعالى، فهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله ، قال تعالى :
(( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))
وقال تعالى :
(( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))
ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الذنب أعظم عند الله؟ قال : " أن تجعل لله نداً وهو خلقك ". 
والشرك يفسد الطاعات ويبطلها كما قال سبحانه :
(( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) 
ويوجب الشرك لصاحبه الخلود في نار جهنم ، حيث قال تعالى :
 (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ))
والشرك نوعان : أكبر وأصغر . 
والشرك الأكبر : وهو أن يصرف العبد إحدى العبادات لغير الله تعالى ، فكل قول أو عمل يحبه الله تعالى، فصرفه لله توحيد وإيمان، وصرفه لغيره شرك وكفر .
ومثال هذا الشرك: أن يسأل غير الله رزقاً أو صحة، أو يتوكل على غير الله ، أو يسجد لغير الله .
قال تعالى : 
(( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))
وقال تعالى :
(( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) 
وقال تعالى :
(( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ))
فإذا كان الدعاء والتوكل والسجود من العبادات التي أمر الله بها، فمن صرفها لله كان موحداً كؤمناً ، ومن صرفها لغير الله كان مشركاً كافراً .
والشـرك الأصغر : هـو كل قول أو عمل يكون وسيلة إلى الشرك
الأكبر،  وطريقاً للوقوع فيه .
ومثاله : اتخاذ القبور مساجد، وهو أن يصلي عند القبور ، أو يبني مسجداً على أحد القبور، فهذا محرم، وصاحبه متوعد باللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
فاتخاذ القبور مساجد محرم لا يجوز، ووسيلة لدعاء الموتى وسؤالهم، ودعاء الموتى شرك أكبر . 
4 –
الإيمان بأسماء الله وصفاته
أ – وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق بالله تعالى .
وهو سبحانه ليـس لـه مثيل في أسـمائه وصفـاتـه، كمـا قـال تعـالـى : 
(( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))
  فالله تعالى منزه عن مماثلة أحد من مخلوقاته في جميع أسمائه وصفاته . 
وأسماء الله تعالى كثيرة ، منها : الرحمن ، البصير، العزيز . 
قال تعالى :
(( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))
وقال تعالى :
((  وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))
وقال تعالى :
((  وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
ب – ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته :
من ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته ما يلي :
1 –
التعرف على الله تعالى، فمن آمن بأسماء الله وصفاته ازداد معرفة بالله تعالى ، فيزداد إيمانه بالله يقيناً، ويقوى توحيده لله تعالى .
2 –
الثناء على الله بأسمائه الحسنى، وهذا من أفضل أنواع الذكر، قال تعالى :
((  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ))
3 –
سؤال الله ودعاؤه بأسمائه وصفاته، كما قال سبحانه :
(( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))
ومثـال ذلك أن يقـول : اللهم إني أسـألك بأنـك الرزاق فارزقني .....
4 –
السعادة والحياة الطيبة في الدنيا، ونعيم الجنة في الآخرة .
*    *     *
آثر الإيمان بالله تعالى
إن الإيمان بالله تعالى له آثار طيبة، في الدنيا والآخرة، فإن خيرات الدنيا والآخرة ، ودفع الشرور كلها من آثار هذا الإيمان.  ومن آثار الإيمان ما يلي :
 1-
أن الله يدفع عن المؤمنين جميع المكاره، وينجيهم من الشدائد، ويحفظهم من مكـايـد الأعـداء، كمـا قـال تعالـى :
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ))
2-
أن الإيمان سبب الحياة الطيبة والسعادة والسرور. قال تعالى :
(( مـَنْ عَمـِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكـَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِـنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))
3-
أن الإيمان يطهر النفوس من الخرافات، فمن آمن بالله تعالى حقاً فإنه يعلق أمره بالله تعالى وحده، فهو رب العالمين، وهو الإله الحق لا إله غيره، فلا يخاف من مخلوق ، ولا يعلق قلبه بأحد من الناس، ومن ثم يتحرر من الخرافات والأوهام.

  4-
من آثار الإيمان الفوز والفلاح، وإدراك كل مطلوب والسلامة من كل مرهوب، كما قـال تعـالى عــن المؤمنين :
(( أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
5 –
وأعظم آثار الإيمان : الحصول على مرضاة الله تعالى ، ودخوله الجنة، والفوز بالنعيم المقيم، والرحمة الكاملة  .
أسئلة على المقدمة والإيمان بوجود الله وربوبيته
 س1 – ما معنى العقيدة والشريعة؟
 س2- ما أسس العقيدة الإسلامية مع الدليل؟
 س3- اذكر الدليل على أن العقيدة الإسلامية أهم الواجبات.
س4- اذكر دليلاً على كل من :
- العقيدة الإسلامية تحقق الأمن والسعادة .
– العقيدة الإسلامية تحقق الرخاء .
– العقيدة الإسلامية سبب التمكين في الأرض .
 س5- ما معنى الإيمان بالله ؟ وماذا يتضمن؟
 س6- هل الإقرار بوجود الله تعالى أمر فطري ؟ مع التعليل.
 س7 – ما معنى قـوله تعـالـى :
(( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)) 
س8- اذكر دليلاً على انتظام الكون ودقته .
 س9- ما معنى الإيمان بربوبية الله تعالى ؟
 س10- ما معنى رب العالمين؟
 س11- هل كان مشركو العرب مقرين بربوبية الله؟ مع الدليل .
س12- اذكر دليلاً على خضوع الكون لله وانقياده له.
 س13- ماذا يوجب علينا الإيمان بربوبية الله تعالى؟ .

*   *   *  
أسئلة على الإيمان بإلوهية الله تعالى
 س1- ما معنى الإيمان بألوهية الله تعالى ؟
 س2- تحدث عن أهمية الإيمان بألوهية الله تعالى مع ذكر الدليل.
 س3- ما معنى لا إله إلا الله؟
 س4- اذكر أركان لا إله إلا الله مع بيان معنى تلك الأركان.
 س5 – وضح معنى النفي والإثبات في النصوص الآتية:
 _ (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ))     
 - (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ))  
((إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ  إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي )) 
 س6- من شروط لا إله إلا الله : العلم . اذكر الدليل.
 س7- اذكر بقية شروط لا إله إلا الله مع الدليل لكل شرط .
 س8- عرف العبادة مع التمثيل، وهل العبادة محصورة في الشعائر المعهودة؟
وضح لما تقول .
س9 – تحدث عن حاجتنا إلى عبادة الله وما فيها من سرور
       ونعيم.  
س10- ما أركان العبادة؟ مع التوضيح .
س11- أكمل:
 - إن العبادة التي أمر الله بها لا تسمى عبادة إلا مع ......
 - شرطا العمل المقبول عند الله ......
 والدليل ........
س12- وضح خطورة الشرك في الدنيا والآخرة مع الأدلة .
      س13- عرف الشرك الأكبر مع التمثيل .
      س14- عرف الشرك الأصغر مع التمثيل . 
 
*    *    *
أسئلة على الإيمان بأسماء الله وصفاته ، وآثار الإيمان بالله
 س1- ما معنى الإيمان بأسماء الله وصفاته؟ واذكر الأدلة لما تقول.
 س2- اذكر ثمرتين من ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته .
 س3- أكمل :
 - من آثار الإيمان بالله أن الله يدفع عن المؤمنين جميع المكاره    
   والدليل ....
– من آثار الإيمان بالله أن الإيمان سبب الحياة الطيبة
   والدليل ......
 س4- كيف يطهر الإيمان النفوس من الخرافات ؟
 س5- اذكر الدليل على أن الإيمان سبب الفوز والفلاح . 

  *      *      *
 

مقرر التوحيد للسنة الثانية الإعدادية
1-
الإيمان بالملائكة
 أـ معنى الإيمان بالملائكة :
 - التصديق الجازم بوجود الملائكة ،وأنهم نوع من مخلوقات الله، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
قـال تعالى :
(( بَلْ عِبـَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبــِقُونـَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)) 
- والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
1-
الإيمان بوجودهم .
2-
الإيمان بمن علمنا اسمه منهـم كجبريل عليه السلام، ومن لـم
 نعلم اسمه نؤمن به إجمالاً .
3-
الإيمان بما علمنا من صفاتهم .
4-
الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى كتسبيحه والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون تعب أو فتور .
والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان .
     قال تعالى :- 
(( آمـَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ * وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ))
  
 وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " 
 ب- من صفات الملائكة :
- من صفات الملائكة الخَلقية ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنهم خلقوا من نور، فقال عليه الصلاة والسلام: "خلقت الملائكة من نور...
– وأخبر الله تعالى أنه جعل للملائكة أجنحة يتفاوتون في أعدادها فقال سبحانه :
  ((  الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام له ستمائة جناح 
      - وقد يتحول الملك بقدرة الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل عليه السلام حين أرسله الله إلى مريم على صورة بشر، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام كانوا على صورة رجال.
  – إن الملائكة عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى ، فليس لهم من صفات الربوبية والألوهية شيء، بل هم عباد الله منقادون تماماً لطاعة الله ، كما قال سبحانه عنهم :
(( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) 
جـ - أنواع الملائكة وأعمالهم :
 إن للملائكة أعمالاً يقومون بها في هذا العالم، وهم أنواع، ولكل نوع منهم عمل، فمنهم :
 1-
الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم السلام، وهو جبريل عليه السلام .
2-
الموكل بالمطر وتصاريفه .
3-
الموكل بالصور، وهو إسرافيل عليه السلام .
 4-
الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه .
 5-
الموكلون بحفظ عمل العبد وكتابته سواء كان خيراً أو شراً، وهم الكرام الكاتبون .
 6-
الموكلون بحفظ العبد في إقامته وسفره، ونومه ويقظته، وفي جميع حالاته، وهم المعقبات .
– ومنهم خزنة الجنة ، ومنهم خزنة النار، ومنهم ملائكة متنقلون يتبعون مجالس الخير والذكر، ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون ، وقيام لله لا يتعبون، وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه.
د-آثار الإيمان بالملائكة :
للإيمان بالملائكة آثار عظيمة في حياة المؤمن، نذكر منها ما يلي :
 1-
العلم بعظمة الله وقوته وكمال قدرته ، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق ، فيزيد المؤمن تقديراً لله وتعظيماً له ، حيث يخلق الله تعالى من النور الملائكة ذوي أجنحة .
 2-
الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى ، فلا يعصيه ، لا في
العلانية ، ولا في السر .
 3-
الصبر على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح ألوفاً من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن .
 4-
شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث جعل من الملائكة من يقوم بحفظهم وحمايتهم .
 5-
الانتباه إلى أن هذه الدنيا فانية لا تدوم ، حين يتذكر ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاها الله، ومن ثم يحرص على الاستعداد لليوم الآخر بالإيمان والعمل الصالح .
                        *      *      * 
الإيمان بالكتب
أ ـ معنى الإيمان بالكتب :
 التصديق الجازم بأن لله تعالى كتباً أنزلها على رسله إلى عباده، وأن هذه الكتب كلام الله تعالى تكلم بها حقيقة كما يليق به سبحانه، وأن هذه الكتب فيها الحق والنور والهدى للناس في الدارين .
 والإيمان بالكتب يتضمن ثلاثة أمور :
الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .
الثاني : الإيمان بما سمى الله من كتبه كالقرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام .
   الثالث : تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القرآن .
 والإيمان بالكتـب أحـد أركان الإيـمان ، كمـا قـال سـبحانه : 
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ))
    فأمـر الله بالإيـمان بـه وبـرسـوله وبالكتـاب الذي نزل على
رسوله  وهو القرآن ، كمـا أمر بالإيمان بالكتب المـنزلة من قبل القرآن .
     وقال  عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " 
   ب – مزايا القرآن الكريم :
     إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم فإن المؤمن يعظم هذا الكتاب ، ويسعى إلى التمسك بأحكامه، وتلاوته وتدبره .
    وحسبنا أن هذا القرآن هو هادينا في الدنيا، وسبب فوزنا في الآخرة .   
    وللقرآن مزايا كثيرة وخصائص متعددة ينفرد بها عن الكتب السماوية السابقة ، منها :
    1-
أن القرآن الكريم قد تضمن خلاصة الأحكام الإلهية ، وجاء مؤيداً ومصدقاً لما جاء في الكتب السابقة من الأمر بعبادة الله وحده .
قال تعالى :
(( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ))
ومعنى 
(( مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ))
أي يصدق هذا القرآن ما في هذه الكتب من الصحيح، ومعنى " مهيمناً عليه " : أي مؤتمناً وشاهداً على ما قبله من الكتب .
2-
 أن هخذا القرآن العظيم يجب على جميع الناس التمسك به، ويتعين على جميع الخلق اتباع القرآن والعمل به ، بخلاف الكتب السابقة فهي لأقوام معينين . قال تعالى :
(( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ))
3-
أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، فلم تمتد إليه يد التحريف، ولا تمتد إليه ، كما قال سبحانه :
(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))
جـ - واجبنا نحو القرآن الكريم : إذا عرفنا بعض المزايا العظيمة والخصائص الفريدة لهذا القرآن الكريم ، فما واجبنا نحو القرآن ؟
- يجب علينا محبة القرآن، وتعظيم قدره واحترامه إذ هو كلام الخالق عز وجل ، فهو أصدق الكلام وأفضله .
– ويجب علينا تلاوتـه وقراءته، وأن نتدبر آيات القرآن وسوره
وأن نتفكر في مواعظ القرآن وأخباره وقصصه .
– ويجب علينا اتباع أحكامه، والطاعة لأوامره وآدابه. 
سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان خلقه القرآن  ومعنى الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي لأحكام القرآن وشرائعه، فقد حقق صلى الله عليه وسلم كمال الاتباع لهدي القرآن، ومن ثم يتعين علينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو القدوة الحسنة لكل واحد منا، كما قال سبحانه :
(( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً))
د – تحريف الكتب السابقة :
أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم ، فلم تعد في صورتها التي أنزلها الله تعالى . فحرف اليهود التوراة ، وبدلوها وغيروها، وتلاعبوا بأحكام التوراة، قال تعالى : 
((  مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ))
كما حرف النصارى الإنجيل، وبدلوا أحكامه، قال تعالى عن النصارى :
(( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))
فليست التوراة الموجودة الآن هي التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام ، ولا الإنجيل الموجود الآن هو الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام .
إن التوراة والإنجيل التي في أيدي أهل الكتاب تشتمل على عقائد فاسدة، وأخبار باطلة، وحكايات كاذبة، فلا نصدق من هذه الكتب إلا ما صدقه القرآن الكريم ، أو السنة الصحيحة، ونكذب ما كذبه القرآن والسنة .
هـ - آثار الإيمان بالكتب :
للإيمان بالكتب آثار متعددة نذكر منها :
1-
العلم بعناية الله تعالى بعباده، وكمال رحمته حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به، ويحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
2-
العلم بحكمة الله تعالى في شرعه،حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم ويلائم أشخاصهم، كما قال الله تعالى :
(( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ))
 3-
شكر نعمة الله في إنزال تلك الكتب، فهذه الكتب نور وهدى في الدنيا والآخرة، ومن ثم فيتعين شكر الله على هذه النعم العظيمة
 
*    *    *

الإيمان بالرسل
أ – حاجة الناس إلى الرسالة :
الرسالة ضرورية للعباد، لابد لهم منها ، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ والدنيا مظلمة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، ولا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدارين إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من طريقهم .
لقد سمى الله رسالته روحاً، والروح إذا عدم فقدت الحياة ، قال الله تعالى :
((  وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ))
والإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان، قال سبحانه :
(( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ))
فدلت الآية على وجوب الإيمان بجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام دون تفريق، فلا نؤمن ببعض الرسل ونكفر ببعض كحال اليهود والنصارى . وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره
وإن ما تعانيه الدول – التي يسمونها دولاً متقدمة ومتحضرة – من أنواع الاضطراب والهموم والشقاء والتفكك، إنما هو بسبب الإعراض عن الرسالة. 
ب – معنى الإيمان بالرسل :
هو التصديـق الجـازم بأن الله بعث في كل أمـة رسـولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحـده لا شـريك لـه، وأن الرسـل كلهم صـادقـون مصـدقون، أتقياء أمناء، هداة مهتدون، وانهم بلغوا جميـع مـا أرسلهم الله به ، فلم يكتموا ولم يغيروا، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفاً ولم ينقصوه، كما قال سبحانه :
((  فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ))
وأن جميع الأنبياء كلهم كانوا على الحق المبين، وأنه قد اتفقت دعوتهم إلى عقيدة التوحيد، كما قال سبحانه :
(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))
وقد تختلف شرائع الأنبياء في الفروع من الحلال والحرام، كما قال الله تعالى :
((  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ))
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى ، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع
الثاني : الإيمان بكل من سمى الله من الأنبياء، مثل محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليه الصلاة والسلام، وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً .
الثالث : تصديق ما صح من أخبار الرسل .
الرابع : العمل بشريعة الرسول الذي أرسل إلينا وهو أفضلهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
جـ - تعريف النبي والرسول :
النبي لغة: مشتق من النبأ وهو الخبر ، فالنبي مخبر عن الله تعالى أو مشتق من النبْوة وهي ما ارتفع من الأرض، فالنبي أشرف الخلق وأرفعهم منزلة .
وأما تعريف النبي اصطلاحاً : فهو إنسان حر، ذكر، اختاره الله وخصه بتبليغ الوحي إليه .
والرسول لغة: المتابع لأخبار من أرسله . وأما تعريف الرسول اصطلاحاً : فهو إنسان حر ذكر ، نبأه الله تعالى بشرع ، وأمره بتبليغه إلى قوم مخالفين .
وأما الفرق بينهما فإن الرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول، فالرسول يؤمر بتبيلغ الشرع إلى من خالف دين الله، أو لا يعلم دين الله ، وأما النبي فيبعث بالدعوة لشرع من قبله.
د- صفات الرسل وآياتهم :
من صفات الرسل عليهم السلام أنهم بشر، فيحتاجون لما يحتاج إليه البشر من الطعام والشراب .
قال تعالى :
(( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ))
كما أن الرسل يصيبهم ما يصيب البشر من الأمراض، ويأتيهم الموت كسائر الخلق .
فليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، ولكنهم بشر بلغوا الكمال في الخلقة الظاهرة ، كما بلغوا الذروة في كمال الأخلاق، كما أنهم خير الناس نسباً ولهم من العقول الراجحة، واللسان المبين ما يجعلهم أهلاً لتحمل تبعات الرسالة والقيام بأعباء النبوة . 
وتظهر لنا الحكمة من إرسال الرسل بشراً ، وذلك حتى تتمثل القدوة للبشر في واحد من جنسهم، ومن ثم فإن اتباع الرسول والاقتداء به هو في مقدورهم وفي حدود طاقتهم .
ومن صفات الرسل أن الله خصهم بالوحي دون بقية الناس ، كما قال سبحانه :
 ((  قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))
فقد اختارهـم الله واصطفاهم مـن بين الناس ، وكمـا قـال تعالى :
 ((  اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ))
ومن صفات الرسل أنهم معصومون فيما يبلغون عن الله، فهم لا يخطئون في التبليغ عـن الله، ولا يخطئـون في تنفيذ مـا أوحى الله بـه إليهم .
ومن صفات الرسل : الصدق، فالرسـل عليهم السلام صـادقون في أقوالهم وأعمالهم، قال تعالى :
(( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ))
ومن صفاتهم الصبر، فالرسل كانوا مبشرين ومنذرين ، يدعون إلى دين الله تعالى ، وقد أصابهم صنوف الأذى وأنواع المشاق، ومع ذلك فقد صبروا وتحملوا في سبيل إعلاء كلمة الله، قال تعالى :
(( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )).
وأما آيات الرسل فإن الله تعالى قد أيد رسله عليهم السلام بالمعجزات البينة والبراهين القاطعة الدالة على صدقهم ، وصحة نبوتهم ورسالتهم، فأجرى الله على أيدي الرسل المعجزات الخارقة التي ليست في مقدور البشر من اجل تقرير صدقهم وإثبات نبوتهم .
وتعريف آيات الرسل ومعجزاتهم : هي أمور خارقة للعـادة يظهرها الله تعالى على أيدي أنبيائه ورسله على وجه يعجز البشر عن الإتيان بمثله .
ومن امثلة المعجزات والآيات : إخبار عيسى عليه السلام قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومثل تحويل عصا موسى عليه السلام حية، ومثل انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
هـ- الحكمة من إرسال الرسل : 
 ـ أرسل الله الرسل لتعريف الناس بمعبودهم الحق، ولدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
- وأرسل الله الرسل لإقامة الدين، والنهي عن التفرق فيه، يقول تعالى :
(( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ))
– وأرسل الله للتبشير والإنذار، فقال سبحانه :
(( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ))
وتبشير الرسل وإنذارهم دنيوي وأخروي، فهم في الدنيا يبشرون الطائعين بالحياة الطيبة : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))
ويحذرونهم العذاب والهلاك الدنيوي :
(( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ))
وفي الآخرة يبشرون الطائعين بالجنة ونعيمها :
(( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))
ويخوفون المجرمين والعصاة عذاب الله في الآخرة :
((  وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ))
- وأرسل الله الرسل لإعطاء الأسوة الحسنة للناس في السلوك القويم، والأخلاق الفاضلة والعبادة الصحيحة، كمـا قال تعالى في
شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ))
و – الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً : - نؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو عبدالله ورسوله ، وأنه سيد الأولين والآخرين، وهو خاتم الأنبياء فلا نبي بعده، وقد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده .
– ويجب أن نصدقه فيما أخبر به، ونطيعه فيما أمر، ونبتعد عما نهى عنه وزجر، وأن نعبد الله على وفق سنته صلى الله عليه وسلم، وان نقتدي به دون غيره، قال تعالى :
(( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً))
- ويجب أن نقدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الوالد والولد وجميع الناس كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
ومحبته الصادقة تكون باتباع سنته والاقتداء بهديه .
والسعادة الحقيقية والاهتداء التام لا يتحقق إلا بطاعته،كما قال
سبحانه :
(( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ))
- يجب علينا قبول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ننقاد لسنته، وأن نجعل هديه محل إجلال وتعظيم، كما قال تعالى :
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))
- علينا أن نحذر من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم ؛ لأن مخالف أمره سبب للفتنة والضلال والعذاب الأليم، حيث قال تعالى :
(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
ز- خصائص الرسالة المحمدية : تختص الرسالة المحمدية عن الرسالات السابقة بجملة من الخصائص ، نذكر منها :
- الرسـالـة المحمديـة خاتمة للرسـالات السـابقـة، قال تعالى :
(( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))
- الرسالة المحمدية ناسخة للرسالات السابقة، فلا يقبل الله من أحد ديناً إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يصل أحد إلى نعيم الجنة إلا من طريقه، فهو صلى الله عليه وسلم أكرم الرسل، وأمته خير الأمم ، وشريعته أكمل الشرائع .
قال تعالى : 
((  وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))
وقال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "
- الرسالة المحمدية عامة إلى الثقلين : الجن والإنس .
قال تعالى : حكايـة عـن قـول الجن :
(( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ))
وقــال تعـالـى : 
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ))
وقال صلى الله عليه وسلم: " فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب،وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً،وأرسلت إلى الخلق كافة،وختم بي النبيون"
جـ - آثار الإيمان بالرسل :
للإيمان بالرسل آثار عظيمة، نذكر منها:
1-
العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل الرسل إليهم ليهدوهم إلى الطريق الصحيح، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك ، قال تعالى عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))
2 –
شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى .
3-
محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم؛ لأنهم قاموا بعبادة الله وتبليغ رسالته والنصح لعباده . 
4 –
اتباع الرسالة التي جاءت بها الرسل من عند الله ، والعمل بها،
فيتحقق للمؤمنين في حياتهم الخير والهداية والسعادة في الدارين .
قال تعالى :
(( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى   وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ))

*     *      *
 
أسئلة عن الإيمان بالملائكة
س1 – ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
س2 – ماذا يتضمن الإيمان بالملائكة ؟
س3- الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان. اذكر الدليل على ذلك .
س4- أكمل مايلي : -خلق الله الملائكة من ...... والدليل .....
- جعل الله للملائكة أجنحة، والدليل .........
- قد يتحول الملك بقدرة الله إلى هيئة رجل، ومثاله .........
- الملائكة عباد الله فلا يخالفون أمره، والدليل ...........
س5- من الموكل بالوحي؟ ومن الموكل بالنفخ في الصور ؟
س6- من الكرام الكاتبون؟ ومن المعقبات؟
س7- اذكر أربعة آثار للإيمان بالملائكة ؟
*     *     *
أسئلة عن الإيمان بالكتب
س1- ما معنى الإيمان بالكتب؟
س2- ماذا يتضمن الإيمان بالكتب؟
س3- الإيمان بالكتب أحد أركان الإيمان. اذكر الدليل على ذلك .
س4- من مزايا القرآن الكريم أنه تضمن خلاصة الأحكام الإلهية . اذكر الدليل على ذلك مع التوضيح .
س5- أكمل :
-  يجب على جميع الناس اتباع القرآن، والدليل ........
 - تكفل الله بحفظ القرآن، والدليل ......
س6- ما واجبنا نحو القرآن الكريم ؟
س7 – ما معنى هذا الحديث : " كان خلقه القرآن " ؟
س8 – هل حرّف اليهود والنصارى كتبهم؟ واذكر الدليل لما تقول.
س9 – اذكر آثار الإيمان بالكتب .
*      *     
أسئلة عن الإيمان بالرسل
س1 – تحدث عن حاجة الناس إلى الرسالة .
س2- أكمل : سمى الله ورسالته روحاً، والروح إذا عدم ......، والدليل .......
س3- ما معنى الإيمان بالرسل ؟
س4- ماذا يتضمن الإيمان بالرسل؟
س5- اذكر الدليل على أن الإيمان أحد أركان الإيمان .
س6- أكمل : النبي لغة ...... والنبي اصطلاحاً هو.......
والرسول لغة ........... والرسول اصطلاحاً هو ...........
س7- ماالفرق بين النبي والرسول ؟
س8 – اذكر الدليل على أن الرسل بشر، وما الحكمة من إرسال الرسل بشراً ؟
س9 – اذكر ثلاث صفات من صفات الرسل مـع الدليل لكل صفة .
س10 – عرِّف معجزة الرسـول . واذكـر مثالـين على تـلك المعجزات.
س11 – أرسل الله الرسل لإقامة الدين. اذكر دليلاً على ذلك .
س12- اشـرح هذه العبارة مع التمثيل: أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين .
س13- اذكر مثالاً على ما يلي :
- يجب أن نقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم .
- يجب أن نقدم محبة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المحبوبات. 
- الاهتداء الكامل لا يتحقق إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
- مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم سبب للضلال والعذاب الأليم .
س14- الرسالة المحمدية خاتمة للرسالات السابقة . اذكر الدليل على ذلك .
س15- هل يقبل من اليهود والنصارى ما هم عليه من دين ؟ واذكر الدليل لما تقول .
س16- أكمل :
- الرسالة المحمدية عامة إلى الثقلين ...... والدليل .........
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فضلت على الأنبياء بست ..."
س17 – تحدث عن آثار الإيمان بالرسل

*     *      *
 
مقرر التوحيد للسنة الثالثة الإعدادية
الإيمان باليوم الآخر
أ – معنى الإيمان باليوم الآخر : 
معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة والعمل بموجب ذلك، ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة، وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور، وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع، وتفاصيل المحشر ونشر الصحف، ووضع الموازين، وبالصراط والحوض والشفاعة وغيرها، وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عزوجل، وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.
ب – اهتمام القرآن بهذا الركن وحكمته :
ولقد حفل القرآن الكريم بذكر اليوم الآخر، واهتم بتقريره في كل موقع، ونبه إليه في كل مناسبة، وأكد وقوعه بشتى الأساليب العربية، ومن أنواع هذا الاهتمام بهذا اليوم العظيم في كتاب الله، أنه كثيراً ما ربط الإيمان به بالإيمان بالله عز وجل . ومثاله في قوله تعالى :
((  ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر))
- ومن أنواعه أيضاً، إكثار القرآن من ذكر اليوم الآخر، حتى إنك لا تكاد تمر على صحيفة من صحائف القرآن إلا وتجد فيها حديثاً عن اليوم الآخر، وما سيكون فيه من الأحداث والأحوال، وبأساليب كثيرة ومتنوعة. 
– ومن أنواع هذا الاهتمام أن الله قد سمى هذا اليوم بأسماء كثيرة ومتعددة؛ التي تدل على تحقق وقوع هذا اليوم مثل : الحاقة، والواقعة، والقيامة.
وبعض هذه الأسماء يدل على سيقع فيه من الأهوال مثل الغاشية والطامة والصاخة والقارعة
ومن أسماء اليوم الآخر في القرآن: يوم الدين، ويوم الحساب، ويوم الجمع، ويوم الخلود، ويوم الخروج، ويوم الحسرة، ويوم التناد. 
وأما حكمة ذلك الاهتمام البالغ بهذا الركن فمنها: أن الإيمان باليوم الآخر له أشد الأثر في توجيه الإنسان وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
ويشير إلى هذه الحكمة أسـلوب القرآن في الربـط بيـن الإيمان باليوم الآخـر والعمـل الصـالح في كثير مـن الأحـيان، ومن ذلك
قولـه تعـالـى :
((  إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) 
  (( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ))
ولعل من حكمة الاهتمام البالغ بالتذكير باليوك الآخر، كثرة نسيان البشر له، وغفلتهم عنه، بسبب تثاقلهم إلى الأرض، وحبهم لمتاع الدنيا، فيكون الإيمان به وبما فيه من عذاب ونعيم مخففاً من الغلو في حب الدنيا، ودافعاً إلى التنافس في فعل الطاعات، يقول تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ))
إنه لا شيء يرفع الإنسان من ثقلة الأرض – بعد الإيمان بالله – إلا الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بأن كل متاع زائد يتنازل عنه الإنسان في الحياة الدنيا – طاعة لله والتزاماً بأمره – يعوض عنه في الآخرة متاعاً أعلى وأخلد وأبقى، والإيمان في ذات الوقت بأن كل خروج على أمر الله في الحياة الدنيا – من أجل متاع الأرض الزائل – سيجازى عليه في الآخرة عذاباً أليماً.
وحين يؤمن الإنسان باليوم الآخر، فإنه سيوقن بأن كل نعيم في الدنيا لا يقاس إلى نعيم الآخرة، ولا يساوي من جهة أخرى غمسة واحدة من أجله في العذاب، وكل عذاب في الدنيا – في سبيل الله – لا يقاس إلى عذاب الآخرة، ولا يوازي من جهة أخرى غمسة واحدة من أجله في النعيم . 
جـ - فتنة القبر :
نؤمن بأن الموت حق، قال تعالى :
(( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ))
وهو أمر مشاهد لا يجهله أحد، وليس فيه شك ولا تردد، ونؤمن ان كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان حتفه، أن ذلك  بأجله لم ينقص منه شيئاً، قال تعالى :
(( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ))
ونؤمن بفتنة القبر : وهو سؤال الميت بعد دفنه عـن ربـه ودينـه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمـن : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويضل الله الظالمين، فيقول الكافر: هاه هاه لا أدري، ويقول المنافـق أو المرتـاب لا أدري:
سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
ونؤمن بعذاب القبر ونعيمه، فأما عذاب القبر فيكون للظالمين من النافقين والكافرين، قـال تعـالـى :
((  وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ))
وقال تعالى في آل فرعون :
(( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ))
وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا : نعوذوا بالله من عذاب القبر " .
وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين، قال الله عز وجل :
(( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ))
وقال تعالى:
(( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ   فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ))
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره : " ينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره" . رواه أحمد وأبو داود من حديث البراء بن عازب الطويل .
ولقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار .
كما أن أحوال القبر من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، وزالت حكمة التكليف، ولما تدافن الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع
ولما كانت هذه
الحكمة منتفية في حق البهائم سمعته وأدركته
د – أشراط الساعة : مما يجب الإيمان به، أن نؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن موعدها لا يعلمه إلا الله، أخفاه عن الناس كلهم، يقول تعالى :
(( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ))
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في بيان علامات الساعة وأشراطها .
فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه ذكر للساعة علامات صغرى معظمها يدور حول فساد الناس، وظهور الفتن بينهم، وانحرافهم عن صراط الله المستقيم .
فمن العلامات الصغرى : ما جاء في حديث جبريل أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال : "ما المسؤول عناه بأعلم من السائل، قال : فأخبرني عن أماراتها؟ قال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة ... " 
ومن علامات الساعة الصغرى أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ فقال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : وكيف إضاعتهـا ؟ قال : إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة"
وأما العلامات الكبرى، وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة، وأنها تتابع كنظام خرزات انقطع سلكها .
وقد جاء في الأخبار الصحيحة ذكر عشر منها، وذلك كحديث حذيفة بن أسيد الغفاري، حيث قال : " اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال : ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات. فذكر الدخان والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم "
ونتحدث – على سبيل المثال – عن أحد هذه الأمارات الكبرى، فمن هذه الأشراط : ظهور الدجال، والدجال منبع الكفر والضلال وينبوع الفتن والأوجـال، قد أنذرت به الأنبياء أقوامها، وحذرت منه أممها ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف الباهرة، وحذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونعته نعوتاً لا تخفى على ذي بصر .
فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من نبي إلا قد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر "
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ما حدث به نبي قومه: إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه "
ولا نجاة من فتنة الدجال إلا بالعلم والعمل، أما العلم فبأن يعلم أنه جسد يأكل ويشرب، ثم إنه لخسته وعجزه أعور، وموسوم بين عينيه انه كافر، وأما العمل فبأن يستعيذ بالله من فتنته في التشهد الأخير من كل صلاة، وأن يحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف لقوله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ عشر آيات من اول سورة الكهف عصم من الدجال "
هـ - البعث :
إن الإيمان بالبعث مما دل عليه الكتاب والسنة، والعقل والفطرة السليمة، فنؤمن يقيناً بأن الله يبعث من في القبور، وتعاد الأرواح إلى الأجساد، ويقوم الناس لرب العالمين .
قال تعالى :
(( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً "
وقد أجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يجزيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله، قال تعالى : 
(( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))
وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن، وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع والحس والعقل .
أمـا مـن الشـرع فقد قال تعالى :
(( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ))
وقال تعالى :  
(( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ))
وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه .
وأما الحس فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الحياة الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك، نذكر الأول منها: وهو ان قوم موسى حين قالوا له : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ، فأماتهم الله تعالى ، ثم أحياهم .
وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل :
(( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
وأمـا بقية الأمثل، فالمثال الثاني هـو قصـة الـذي اختصم فيـه بنو إسـرائيل فأمـرهم الله تعـالى أن يـذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتلـه، وكـذلك قصة القوم الذين خرجوا مـن ديـارهم
فراراً من الموت، فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم، والمثال الرابع في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى فأماته الله مائة عام ثم أحياه، والخامس قصة طيور إبراهيم عليه السلام
وأما دلالة العقل على إمكان البعث فمن وجهين : أحدهما : أن الله تعالى فاطر السموات والأرض وما فيهما، خالقهما ابتداء، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته، قال الله تعالى :
(( وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )).
وقال تعـالى أمراً بالرد على من أنكر إحياء العظام وهي رميم : 
(( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ))
الثاني : أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شـجرة خضراء فينـزل عليهـا المطر، فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيـج، والقـادر على إحيائها بعد موتها قادر على إحيـاء الموتـى. قـال تعـالى :
(( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ))
وإن كل عاقل يعلم أن من قدر على العظيم الكبير فهو على ما دونه بكثير أقدر وأقدر ، وأن الله سبحانه وتعالى قد أبدع السموات والأرض على عظم شأنهما وسعتهما، وعجيب خلقهما، ومن ثم فهو أقدر على أن يحيي عظاماً قد صارت رميماً، قال تعالى:
(( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ))
و – العرض والحساب وقراءة الكتاب :
ونؤمن بالعرض، حيث يعرض الناس على ربهم كما قـال تعالى :
(( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ  وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))
وقال عز وجل : 
(( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ))
ونؤمن بالحساب، حيث أن الله يحاسب الخلائق ، ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك بالكتاب والسنة، وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته ، فإنه لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها .
يقول تعالى: (( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ  فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً ))
وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك. فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى :
(( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ))
 . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذّب "
ونؤمن بأن إنسان سيعطى كتاب أعماله، وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من التوحيد وصالح الأعمال سرّ واستبشر، وأعلى هذا السـرور، قـال الله تعـالـى :
(( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ     إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ))
وأما الكافر والمنافق وأهل الضلال، فإنهم يؤتون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم، وعند ذلك يدعو الكافر بالويل والثبور، وعظائم الأمور، كما قـال سـبحانـه : 
((  وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ     وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ      يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ   مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ))
ز – الميزان والصراط :
ونؤمـن بالميزان، قـال تعـالى :
(( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَـةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْـسٌ شَـيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِـنْ خَـرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))
وقد دلت السنة النبوية على أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان .
ووزن الأعمال يكون بعد انقضاء الحساب، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها .
ونؤمن بالصراط وهو الجسر المنصوب على ظهر جهنم طريقاً إلى الجنة، حيث يمر جميع الناس على هذا الصراط حسب أعمالهم .
فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدواً، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يزحف زحفاً، ومنهم من يخطف خطفاً ويلقى في جهنم ، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن تجاوز الصراط دخل الجنة .
ويجب أن يعلم أن من استقام على صراط الله الذي هو دينه الحق في الدنيا، استقام على هذا الصراط في الآخرة ، ومن حاد عن الصراط المستقيم في الدنيا، فلن يصمد على صراط الآخرة .
وعند الصراط في يوم الآخرة يفترق المنافقون عن المؤمنين، ويتخلفون عنهم، ويسبقهم المؤمنون، ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم .
جـ - الجنة والنار :
نؤمن بالجنة التي أعدها الله للمؤمنين، ونؤمن بالنار التي أعدها الله للكافرين، فالجنة والنار كلاهما حق لا ريب فيهما ، فالنار دار أعداء الله، والجنة دار أوليائه .
قال تعالى : (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))
ولقد جاء وصف الجنة والنار، ووصف النعيم والعذاب في مواضع كثيرة جداً من القرآن، كلما ذكر الجنة عطف عليها بذكر النار، والعكس، وتارة يرغب في الجنة ويدعو إليها، ويرهب من النار ويحذر منها، وتارة يخبر عما أعد في الجنة من النعيم لأوليائه، ويخبر عما أرصد في النار من العذاب الأليم لأعدائه .
ونعتقد يقيناً أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن .
قال الله تعالى عن الجنة :
(( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))
وقال عن النار :  
((أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ))
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من اهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار
ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية في إثبات ذلك كثيرة جداً، ولذا فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن .
كما نؤمن بأن الجنة والنار لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، وقد دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك .
يقول تعالى عن الجنة :
(( أُكُلُهَا دَائِمٌ ))
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت
ومـن أدلـة بقاء النار وعدم فنائها، قوله تعالى :
(( وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ))
  وقوله تعالى :
(( لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ))
فاللهم إنّا نسـألك رضـاك والجنة ومـا قـرب إليهما من قول وعمـل، ونعـوذ بـك مـن سخطك والنار وما قرب إليهما من قول وعمل .
الإيمان بالقدر
1-
معنى الإيمان بالقدر :
هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعال لما يريـد، لا يكـون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصـدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز مـا خـط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعـات والمعاصي، ومـع ذلك فقـد أمـر العبـاد ونهـاهـم، وجعلهم مختـارين لأفعالهم، غير
مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
والإيمان بقدر الله تعالى أحد أركان الإيمان، كما في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان – قال :      
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
وقال صلى الله عليه وسلم : "لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيراً من أعمالهم، ولو كان لك مثل جبل أحد ذهباً أنفقته في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار
ب – مراتب الإيمان بالقدر :
الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً، وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم، وجميع حركاتهم وسكناتهم، وأسرارهم وعلانياتهم، ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار .
قال الله تعالى :
(( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ))
وقوله تعالى : 
(( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ))
الثاني : الإيمان بكتابة ذلك، وأنه قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن في اللوح المحفوظ .
ودليله قوله تعالى :
(( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ))
 وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة "
الأمر الثالث : الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته، فما شاء كان، ولم يشأ لم يكن .
ودليله قوله تعالى : 
(( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )).
وقوله تعالى : 
(( وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )) .
الأمر الرابع : الإيمان بأنه سبحانه هو الموجد للأشياء كلها، وأنه الخالق وحده، وكل ما سواه مخلوق له، وأنه على كل شيء قدير .
ودليله قوله تعالى :
(( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ))
وقوله سبحانه :
(( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً )) 
 ويجب أن نعلم أن القدر قدرة الرحمن سبحانه وتعالى ، وان كل شيء يجري بتقديره، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن.
كما يجب أن نعلم أن أصل القدر هو سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرَّب، ولا نبي مرسل .
إن المؤمن يصف ربه بصفات الكمال، فتراه مؤمناً بأن كل عمل لا يحدث إلا وله حكمة، وإذا غابت عنه الحكمة الإلهية في أمر من الأمور، عرف جهله أمام علم الله – المحيط بكل شيء – وترك الاعتراض على الحكيم الخبير العليم الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون .
جـ - حكم الاحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به :
إن الإيمان بالقدر على ما وصفناه لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية، وقدرة عليها؛ لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له .
أما الشرع، فقد قال الله تعالى في المشيئة : (( فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً ))
وقال تعالى في القدرة :
(( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ))
وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم أن لـه مشيئة وقدرة بهما يفعل، وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعـاش، لكـن مشيئة العبد وقدرتـه واقعتان بمشيئة الله تعـالى
وقدرته، لقول الله تعالى :
(( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ))
ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته .
والإيمان بالقدر على ما سبق تقريره لا يمنح العبد حجة على ترك ما أمر الله به أو فعل ما نهي الله عنه، فمن احتج بالقدر على فعل المعاصي فهذا احتجاج باطل من وجوه .
الأول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد قد كتب مقعده من النار أو من الجنة " . فقال رجل من القوم : ألا نتكل يا رسول الله ؟ " قال : لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له"
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر .
الثاني : أن الله تعالى أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى :
((  فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))
ولو كان العبد مجبوراً على الفعل، لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل، ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل أو نسيان أو إكراه فلا إثم عليه؛ لأنه معذور .
الثالث : أن قدرة الله تعالى سر مكتوم لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقة على فعله، فتكون إرادته الفعل غير مبنية على علم منه بقدر الله، وحينئذ تنتفي حجته بالقدر، إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه .
فإذا اعترض العاصي وقال : إن المعصية كانت مكتوبة عليّ، فيقال له : قبل أن تقترف المعصية، ما يدريك عن علم الله تعالى؟ فما دمت لا تعلم ومعك الاختيار والقدرة، وقد وُضِّحت لك طرق الخير والشر، فحينئذ إذا عصيت فأنت المختار للمعصية، المفضل لها على الطاعة، فتتحمل عقوبة معصيتك .
السابع : أن المحتج بالقدر على نا تركه من الواجبات أو فعله من المعاصي لو اعتدى عليه شخص، فأخذ ماله ، أو انتهك حرمته، ثم احتج بالقدر، وقال : لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله ، لم يقبل حجته، فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى ؟
د – آثار الإيمان بالقدر :
إن الإيمان بالقدر مـع أنه عقيدة يجب الإيمان بها، وركـن مـن أركان الإيمان يكفر منكره، إلا أن له آثاراً محسوسـة في حيـاة الناس،
ومن هذه الآثار ما يلي :
1-
 القدر من أكبر الدواعي التي تدعو الفرد إلى العمل والنشاط والسعي بما يرضي الله في هذه الحياة، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل، ويقدم على عظائم الأمور بثبات ويقين .
إن المؤمنين مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، والإيمان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله، لأن الله هو الذي خلق الأسباب، وهو الذي خلق النتائج .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن اقوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير،احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم وحين أراد المسلمون تغيير الواقع بالجهاد، أخذوا بأسباب الجهاد كلها، ثم توكلوا على الله تعالى، ولم يقولوا إن الله قدر نصر المؤمنين وهزيمة الكافرين، واكتفوا بذلك عن الاستعداد والجهاد والصبر وخوض المعارك، بل فعلوا كل هذه الأمور فنصرهم الله وأعز الله بهم الإسلام .
2-
ومن آثار الإيمان بالقدر أن يعرف الإنسان قدر نفسه، فلا يتكبر ولا يبطر ولا يتعالى أبداً؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور، ومستقبل ما هو حادث، ومن ثم يقر الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائماً .
3 –
إن الإنسان إذا أصابه الخير بطر واغتر به، وإذا أصابه الشر والمصيبة جزع وحزن، ولا يعصم الإنسان من البطر والطغيان إذا أصابه الخير، والحزن إذا أصابه الشر، إلا الإيمان بالقدر، وأن ما وقع فقد جرت به المقادير، وسبق به علم الله .
يقول أحد السلف : من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيشه .
4 –
والإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات ، وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، لأن الله هو الذي رزقهم وقدّر لهم ذلك، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على القدر .
5 –
إن الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على مواجهة الشدائد، ويقوي فيها العزائم، فتثبت في ساحات الجهاد، ولا تخاف الموت؛ لأنها توقن أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة .
ولما كانت هذه العقيدة راسخة في قلوب المؤمنين ثبتوا في القتال وعزموا على مواصلة الجهاد، فجاءت ملاحم الجهاد تحمل أروع الأمثلة على الثبات والصمود أمام الأعداء مهما كانت قوتهم، ومهما كان عددهم؛ لأنهم أيقنوا أنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب له .
6-
الإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة، فهو دائم الاستعانة بالله، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب، وهو أيضاً دائم الافتقار إلى ربه تعالى تستمد منه العون على الثبات، وهو أيضاً كريم يحب الإحسان إلى الآخرين فتجده يعطف عليهم ويسدي المعروف إليهم .
7 –
ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته، ويجهر بهـا أمـام الكافريـن والظالمين، لا يخاف في الله لومـة لائـم، يبين للنـاس حقيقة الإيمان ويوضـح لهم مقتضياته، كمـا يبيـن لهم مظاهر الكفر والنفاق ويحذِّرهـم منهـا، ويكشف الباطل وزيفـه، ويقول كلمـة الحق أمـام الظالمين، فإن المؤمن يفعل كل ذلك وهـو راسخ الإيمان واثق بالله، متوكل عليه، صـابر على كل مـا يحصل لـه في سـبيله؛ لأنـه موقـن أن الآجال بيد الله وحده، وأن الأرزاق عنده
وحده، وأن العبيد لا يملكون من ذلك شيئاً مهما وجد لهم من قوة وأعوان

*     *     *

أسئلة عن الإيمان باليوم الآخر
س1- ما معنى الإيمان باليوم الآخر؟
س2- اذكر خمسة أسماء لليوم الآخر؟
س3- ما الحكمة من اهتمام القرآن باليوم الآخر ؟
س4 – ما معنى فتنة القبر ؟
س5- اذكر دليلاً على عذاب القبر ونعيمه ؟
س6- هل يمكن لعقولنا أن تدرك كيفية عذاب القبر ونعيمه؟ واذكر التعليل لما تقول.
س7- اذكر ثلاث علامات من العلامات الصغرى للساعة مع الدليل.
س8- اذكر ستاً من العلامات الكبرى للساعة مع الدليل .
س9- اذكر ثلاث صفات من صفات الدجال وما هو السبيل للنجاة منه ؟
س10- اذكر دليلاً من الحس وآخر من العقل في إثبات البعث .
س11- ما معنى العرض؟ واذكر الدليل على ذلك .
س12- هل هناك فـرق بين العرض والحسـاب اليسير ؟ مـع
التوضيح بالدليل .
س13- متى توزن الأعمال؟ واذكر دليلاً على ثبوت الميزان .
س14- أكمل
- الصراط هو .........، ومن استقام على الصراط المستقيم في الدنيا
س15- اذكر الدليل على وجود كل من الجنة والنار .
س16- اذكر دليلاً على عدم فناء كل من الجنة والنار
*     *      *

أسئلة عن الإيمان بالقدر
س1- ما معنى الإيمان بالقدر؟
س2- عرّف القدر، واذكر دليلاً على أهميته .
س3- اذكر مراتب القدر مع الدليل لكل مرتبة .
س4- دلّ الشرع والواقع على أن للعبد مشيئة واختياراً. اذكر هذين الدليلين .
س5- اذكر ثلاثة أوجه في بطلان الاحتجاج بالقدر في فعل المعاصي.
س6- تحدث عن خمسة من آثار الإيمان بالقدر .
*   *    *
الفهرس
توجيهات عامة ............................................  7
مقرر التوحيد للسنة الأولى ..................................9
مقرر التوحيد للسنة الثانية .................................13
مقرر التوحيد للسنة الثالثة .................................17
مقرر التوحيد للسنة الرابعة ................................20
مقرر التوحيد للسنة الخامسة  ..............................25
مقرر التوحيد للسنة السادسة ............................. 30
توجيهات عامة  ........................................... 36
مقرر التوحيد للسنة الأولى الإعدادي .......................38
مقدمة في العقيدة الإسلامية وأهميتها .........................38
أهمية العقيدة الإسلامية ..................................... 39
الإيمان بالله عز وجل ........................................41
آثار الإيمان بالله تعالى .......................................59
أسئلة عن المقدمة والإيمان بوجود الله تعالى وربوبيته ...........61
أسئلة عن الإيمان بألوهية الله تعالى ........................... 63
أسئلة على الإيمان بأسماء الله وصفاته وآثار الإيمان بالله  ....... 64
مقرر التوحيد للسنة الثانية الإعدادية ...................... 66
الإيمان بالملائكة  ...........................................66
الإيمان بالكتب  ............................................71
الإيمان بالرسل ............................................ 76 
أسئلة عن الإيمان بالملائكة ................................   89
أسئلة عن الإيمان بالكتب ................................... 90
أسئلة عن الإيمان بالرسل ....................................91
مقرر التوحيد للسنة الثالثة الإعدادية .....................  93
الإيمان باليوم الآخر .........................................93
الإيمان بالقدر ............................................ 111
أسئلة عن الإيمان باليوم الآخر ............................. 122
أسئلة عن الإيمان بالقدر .................................. 124
فهرس ...................................................125
 
 
الصلاة وما ملكت أيمانكم  
   
Facebook 'Like' Button  
 
 
عدد الزوار  
 

عدد الزوار
free counters

 
Today, there have been 136547 visitors (323899 hits) on this page!
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free