بقلم فضل الله ممتاز..انقل لكم اخواتي هذا المقال على اجزاء باذن الله ويتحدث فيه عن صلة العبد المسلم بربه وكيف لنا ان نقويها ونتمسك في طاعته في كل امورنا..نسال الله يوصلنا بحباله ولا يقطعنا عن فضله ورحمته
إليكم المقال احبتي
يربط المؤمن صلته بربه عز وجل بعبادته والتقرب إليه بأنواع الطاعات من صلاة وصيام وصدقة وزكاة وحج وعمرة, وذكر ودعاء وإنابة وتوكل وخوف ورجاء, وبر وإحسان, وجهاد في سبيل الله, وغير ذلك من أنواع العبادة الظاهرة والباطنة التي جعلها القرآن الكريم غاية الوجود الإنساني, يقول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: 56)، وقد بين القرآن الكريم أن العبادة مفهوم شامل لكل النشاط الإنساني في هذه الحياة وهي صلة العبد بربه جل وعلا: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (الأنعام: 162- 163).
والنص القرآني يفيد أنه لاشيء في حياة العبد كلها خارج من دائرة العبادة التي تنحصر فيها صلة الإنسان بخالقه على وجه هذه الأرض, وفي الوقت نفسه هو مطالب في علاقته بربه سبحانه وتعالى بالإخلاص له في السر والعلانية, قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء..} (البينة: 25)، وهو مأمور أيضا بالنظر والتفكير في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء, وفي مصاير الأمم, وسنن الله في المجتمعات كما أنه مأمور بطلب العلم والتماس الحكمة.
فعلى المسلم أن ينمي صلته بالله تعالى بالتحلي بالفضائل والتمسك بالأخلاق الحسنة ويتصف بالصفات الحميدة كالوفاء بالعهد, وكظم الغيظ, والعفو عن المسيء والإحسان إليه, والصدق في الأقوال والأفعال .. ولايتخلق بالصفات الذميمة مثل: الغدر والخيانة, والكذب, والغيبة والنميمة, والحس.. وبالتالي فإنه يكون معتصما بالله فهو مولاه ونعم النصير.
ومن الأسس التي تقوم عليها صلة العبد بربه: الذكر, الإيمان بالبعث والجزاء, قصر الأمل وتذكر الآخرة, التقوى, العلم, الدعاء, الخشية والخوف, الرجاء والرغبة, الإحسان إلى الناس, سلامة القلب, أداء الفرائض والتقرب بالنوافل.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: " أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره, فإنه أتقاه في أمره ونهيه "ويضيف هذا الإمام الجليل بأن الذكر: " يوجب له القرب من الله عز وجل و الزلفى لديه " والأدلة في بيان فضل الذكر والحث عليه كثيرة, يقول الله تعالى: {و لذكر الله أكبر} (العنكبوت: 45)، ويقول: {فاذكروني أذكركم} (البقرة: 152)، ويقول: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين} (الأعراف: 205)، وقال: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (الجمعة: 10)، وقال سبحانه : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} (الأحزاب: 41). وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"، وفي الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: يا رسول الله, وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر" . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده, سبحان العظيم" (متفق عليه). وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك, قال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (رواه أبو داود بإسناد صحيح) .
وكان عبد الله بن رواحه – رضي الله عنه – يأخذ بيد الرجل من أصحابه يقول: (قم بنا نؤمن ساعة فنجلس في مجلس ذكر)
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر, فإنها رياض الجنة