الجواب
قال الإمام محمد عبده -رحمه الله- :
المختار أن المغضوب عليهم هم الذين خرجوا عن الحق بعد علمهم به، والذين بلغهم شرع الله ودينه فرفضوه ولم يتقبلوه انصرافاً عن الدليل، ورضاً بما ورثوه من القيل، ووقوفاً عند التقليد، وعكوفاً على هوى غير رشيد، -ويدخل في هؤلاء اليهود الذين يعلمون صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يؤمنوا به، استكباراً وحسداً من أن يكون من غير بني إسرائيل-.
والضالون هم الذين لم يعرفوا الحق البتة، أو لم يعرفوه على الوجه الصحيح الذي يقرن به العمل -ومن هؤلاء عوام النصارى الذين لا يعرفون من الدين إلا الصَّلب، وشرب الخمر، وأكل الخنزير-.
قال الإمام: ولا شك أن المغضوب عليهم ضالون أيضاً، لأنهم بنبذهم الحق وراء ظهورهم قد استدبروا الغاية، واستقبلوا غير وجهتها، فلا يصلون منها إلى مطلوب، ولا يهتدون فيها إلى مرغوب.أهـ