بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآلِ محمد
الفقيـــــــــر و الغنــــــــــي
( قصة في فضل الصلاة على محمد وآله )
خرج أحد الفقراء يوماً لطلب الرزق فمر بمسجد في طريقه وكان في المسجد
واعظ قد ارتقى المنبر وكان مجلسه حاشداً بالناس فكان يحثهم ويرغبهم في
الصلوات على محمد وآله فوقف الفقير يستمع إليه فسمع منه قوله : ( لا
تقصروا في أداء الصلوات على النبي وآله ، فإنه إذا صلى عليه غني ضاعف
الله ثروته وإذا صلى عليه الفقير بعث الله برزقه من السماء )
وبعد أن انصرف هذا الرجل الفقير ظل يردد الصلاة على محمد وآله دون
انقطاع .
ومرت عليه ثلاثة أيام وهو على هذه الحالة وبعد أن خرج في اليوم الثالث
من بيته صادفه في مسيره خربة عثر بصخرة كانت فيها , فلما رفعها رأى
تحتها صرة مليئة بالذهب والمجوهرات فقال مخاطباً نفسه : إنني موعود
برزق من السماء فلا أريد رزق الأرض , ثم أعاد الصخرة على الصرة وعاد
إلى البيت .
وفي البيت قص لزوجته ما جرى له , وكان له جار يهودي صادف انه كان على
سطح الدار وقد سمع حديثه , فخرج من بيته وذهب مسرعاً إلى الخربة وأزاح
الصخرة وحمل الصرة التي كانت تحتها وعاد إلى البيت وعندما فتحها رآها
مليئة بالعقارب و الحيات فقال لزوجته : إن جارنا المسلم يعادينا ويضمر
لنا الشر فهو عرف أنني على سطح الدار فحدث زوجته بما سمعه منه لآتي
بالعقارب والحيات لداري فيقتلنا , وما دام الأمر كذلك فإنني سأذهب
بالصرة إلى السطح وألقيها من هناك في داره ليهلك هو وزوجته فيلقيا ما
أراده وأضمره لنا , وعندما صعد اليهودي سطح داره سمع الرجل المسلم
وزوجته يتجادلان , فهي تقول له : أيصح أيها الرجل أن تترك صرة مليئة
بالذهب وتعود إلينا هكذا ونحن نعاني من الفقر وضيق ذات اليد وهو يقول
لها : إنني أرجو أن ينزل علينا رزقنا من السماء ................
وبينما هما كذلك إذ فتح اليهودي رأس الصرة وصب ما فيها عليهم , فأحس
المسلم أن شيئاً ما ينزل عليهم من فوق فرفع رأسه نحو السماء فرأى
المجوهرات والذهب تمطر عليه فصاح : انظري هاهي السماء تمطرنا ذهباً
وجواهر وأسرع يجمعها وهو يصلي على محمد و آلِ محمد .
وعندما رأى اليهودي أن ما يخرج من الصرة وينزل عليهما هو الذهب عاد
وأغلق فم الصرة ولكنه أحس أن ما فيها عاد حيات وعقارب فعاد بإفراغها
ثانية وبسرعة حتى لم يبق فيها شيئاً , وفهم أن في الأمر سراً من أسرار
الغيب , فتذكر كيف أن ماء النيل كان للأسباط ماءً وللأقباط دماً عبيطاً
فدعا الرجل الفقير إلى السطح على إثرها وأسلم على يديه دون إبطاء .
وهكذا صار الفقير ثرياً ببركة الصلاة على محمد وآله كما فاز اليهودي
بنعمة الإسلام وما أعظمهما من ثروة .